للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وجودك للأوطان عز ونعمة ... وجودو بحر فيه تحلو الموارد

إلى ملك الدنيا تود انتسابها ... لما علمت في الكون أنك واحد

وما مصر في الأقطار إلا كجنة ... وذكرك فيها في المكارم خالد

وعد لك في كل الممالك ثابت ... فكل مليك شاكر لك حامد

وليس في هذه الأبيات سوى مدح الخديوي بالمكارم والتفرد بالمجد ونشر العدل. وقد بالغ في هذا مبالغة ظاهرة؛ فجعل الدنيا تود أن تنتسب إلى الممدوح لما لم تجد له شبيها. وجعل عدل الخديو مشهورا في جميع ممالك الأرض حتى أن ملوك العالم قد شكروه وأثنوا عليه لما سمعوا بأنصافه وهذا عبث وهراء لأضطره إليه ضيق المجال.

وقال:

تعودت عن أقطار ملكك رحلة ... بها سارت الركبان والسعد قائد

وسرت فطاف النصر حولك ساعيا ... وغيرك من درك المآرب قاعد

والمعنى تافه كما ترى. والطواف والسعي يكونان حول شيء ثابت. والصورة المنتزعة منهما لا تتفق مع الصورة التي توحي بها كلمة (سرت) ولو قال (وسرت فسار النصر فوقك ساعيا) لكان موفقا. والظاهر أنه كره أن يكرر الفعل ثلاث مرات في بيتيين متتاليين. فإن صح هذا فقد كان بوسعه أن يقول (وسرت فكان النصر حولك ساعيا.)

ثم قال:

وصلت إلى دار الخلافة زائرا ... مليكا له بالمكرمات عوائد

مليك حباك الود في غابة الصفا ... وشاطرك الآرا ونعم المقاصد

والمعنى في منتهى الضعف. وقوله (في غاية الصفا) من عبارات الدهماء. وقوله (وشاطرك الآراء ونعم المقاصد) خلو من المعنى. وقال:

هنالك شاهدت المحاسن كلها ... ولا زلت للصنع الجميل تشاهد

ومعناه قد بلغ الغاية في التفاهة.

وقال:

ولكن إلى مرآك مصر تشوقت ... ومنها إليها صادر الشوق وارد

نأيت فكاد النيل يبخل بالوفا ... وعدت قوافي جبره وهو زائد

<<  <  ج:
ص:  >  >>