للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القائم على تنغيم الصوت في مواضعة ورفعة وتشديده عند الحديث عن الشجاعة ومعاني العزة. والواقع أن هذا فن جدير بالأحياء (والتطوير) فهو من الفنون الجميلة المعبرة، ولو أنه جاءنا من أوربا لكان له شأن آخر!

وكانت بقية البرنامج أزجال، وهي طبعاً أدب عامي، ولكن بحث الدكتور عبد الحميد يونس وموضوع الأستاذ كامل كيلاني، ليسا من الأدب العامي، وإنما تحدثا عن ألوان شعبية حديثا أديبا فصيحاً - وقد عقب الأستاذ مظهر سعيد في نهاية المهرجان بأن المؤسسة (الجامعة الشعبية) قامت في هذا المهرجان بحق الأدب الشعبي كما قامت في المهرجان السابق بحق الأدب العربي الفصيح، ونعت الأول بأنه أدب الفصيح لا يعبر عن الأمة، والثاني بأنه أدب الخواص. . .

وبعد فهل الأدب الفصيح لا يعبر عن الأمة؟ وهل اتجاه الأدب إلى الشعبي العامي، ونحن نقبلها على أنها نوع من القول المعبر لا بأس به، ولاشك أن فيها كثيراً مما يعجب ويمتع ولكن ليس معنى هذا أن الاتجاه الشعبي في الأدب طريقة العامية وليس الأدب الفصيح قاصراً عن التعبير عن الأمة. وإلا ففيم هذه الجهود التي تبذل بالتعليم وبالتأليف وبالصحافة وغيرها لتعميم اللغة العربية بين أفراد الشعب، تلك الجهود التي لا تخفي ثمراتها. فنحن إذن نتيجة إلى هدف لغوي هو اتخاذ اللغة العربية الفصيحة لسانا معبراً عن الأمة، وقد يسرناها بالوسائل الحديثة حتى صارت (شعبية) محبوبة، ومن هنا يجب أن تكون الشعبية غير العامية، كما أنها - ولابد - غيرها في تسمية (الجامعة الشعبية) أو (مؤسسة الثقافة الشعبية).

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>