للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عامياً. وقبل أن أناقش موضوع المهرجان ننظر في البرنامج.

كان من المقرر أن يبدأ البرنامج بموضوع للدكتور أحمد أمين بك عنوانه (في الأدب الشعبي بلاغة) ولكنا أسفنا لمرض الدكتور وتخلفه عن الحضور، شفاه الله وعافاه. وقد ألقى الأستاذ كامل كيلاني كلمة بعنوان (الفكاهة في الأدب الشعبي) تناول فيها شخصية جحا وفكاهاته أو فلسفته الفكاهية وساق بعض نوادره، وجحا - كما حقق الأستاذ الكيلاني - شخصية ذات سمات خاصة، وهي مكررة في كثير من الأمم، فجحا العرب هو أبو الغصن دجين بن ثابت، نشأ بالكوفة وعاصر أبا مسلم الخرساني، وقد علم بأمره أبو مسلم فاستدعاه، فأراد جحا أن يتباله أمامه لينجو من أذاه، وكان مع أبي مسلم رجل اسمه يقطين، فنضر إليهما جحا وقال: أيكما أبو مسلم يا يقطين؟ أما جحا أيرلندا فقد كتب إلى صاحبته يقول لها: إنني سيئ الظن بالبريد فلست واثقاً من وصول كتابي هذا إليك. فإن لم يصلك أرجو الإفادة! وأما جحا إنجلترا فهو جورج الذي عزم على أن يقلع عن شرب الخمر فامتنع عنها أربعة أيام، ثم جعل يتمشى حتى كان أمام خمارة، فوقف يخاطب نفسه: مرحى يا جورج! لقد أمضيت أربعة أيام دون أن تذوق خمراً، أنك تستحق كأسا مكافأة لك! ثم دلف إلى الخمارة!

وتحدث الدكتور عبد الحميد يونس عن (ملاحمنا الشعبية) فقال إن النقاد ومؤرخي الأدب درجوا على القول بأن الأدب العربي خال من الملاحم والقصص التمثيلية، إذ قال المستشرقون ومن تابعهم من العرب: أنه أدب غنائي كله، والواقع أن هذا القول خطأ جاءه من أنهم لم ينظروا إلى الأدب العربي نظرة تشمل اللهجة الشعبية التي أنشئت بها قصة (سيف بن ذي يزن) و (عنترة) وسيرة بني هلال، وغيرها، وقد نشأ هذا اللون من الأدب عندما شعرت الأمة بتغلب العناصر الأجنبية عليها، فلجأت إلى البطولة المستمدة من تاريخها لتشبع اعتزازها وكرامتها. وقد بين الدكتور عبد الحميد خصائص هذه الملاحم وفن المنشد الذي يسمى (الشاعر) في التعبير عن معانيها، وخلص من هذا البحث القيم إلى أنه يجب الرجوع إلى هذه الملاحم ليتخذ منهها - بعد التعديل والتهذيب - فن تمثيلي مستمد من البيئة قائم على تلك المثل. وأعقبه المنشد الشعبي سيد فرج السيد فأنشد على الربابة موقعة من موقع أبى زيد الهلالي مع الزناتي خليفة، وقد أطرب ونال الإعجاب بتعبيره

<<  <  ج:
ص:  >  >>