الشباب إذا أدرك أن الصبا عهد متعة وكذلك عهد تحصيل. أما المتعة فلأن الشباب أقدر على متعة وأحس لذته، وكل لذة عنده جديدة، وعمره بعد ذلك كعمر الورد قصير. وأما الدرس فلأن الدرس متعة الإنسان لنفسه، وعلى عمد يقيم بناء مستقبله، ومستقبله إذا ساء بكي عليه وبكي وحده وبكى حين لا ينفع بكاء.
ثم لأن الدرس حصة الإنسان في مواصلة المدينة ووفاء بمسؤولية للقبيل وللامة والجيل) وعلى هذا النسق من اتزان الفكر وعمقه وطلاوة العرض ودقته بقدم مقالاته عامة ومقالات هذا الكتاب خاصة.
محمد عبد الحليم أبو زيد
ملائكة وشياطين
للشاعر عبد الوهاب البياتي
ظل الشعر في العراق أقرب فنون الأدب إلى العراقيين. . .
ذلك لأنه قريب من ذلك المزاج العربي الأصيل الذي حفل بالشعر وجعله معبراً عن عواطفه وإحساسه.
وجاءت دوافع السياسة، وبواعث الحرية والاستقلال في أوائل القرن العشرين فأصبح الشعر معبراً عن آلام الملايين وأحلامهم، موقظاً الحماس، راسماً لهم الطريق السوي للانتصار في معركة الحرية، فرأينا موجة الشعر السياسي التي درسها صديقي الأستاذ إبراهيم الوائلي، ممثلة الثلاثة الأعلام من الشعراء العراقيين الكاظمي، والرصافي، والزهاوي. فطغى على سائر أغراض الشعر وظل الشعر السياسي في المقام الأول بعد الثورة العراقية، وإنشاء الحكومة الوطنية، ذلك لأن العراقيين الطامحين إلى حكومة مستقلة تمام الاستقلال، لم يرضوا بحكم تسيره يد خفية وتوجهه وفق مصالحها وأهدافها الخاصة، فضج الشعراء بالشكوى وناضلوا ضد طغيان الحكومات وتدخل الدخلاء، واضطراب الحياة الدستورية. . وما زال بين الشعراء العراقيين من يترصد الحوادث على مسرح الحياة السياسية ليعبر عن رأيه شعر!!
ولا تظن أن العرق أتصل بالثقافة الغربية، والحضارة الأوربية منذ أمد بعيد؛ فالظاهر أن