(أننا إذاً اكتشفنا هذه القوى الكامنة فينا وعملنا على تركيزها وتنظيمها نكون جديرين بحمل الأمانة التي حملها الشرق من قبل وتسلم رسالته الخالدة، ويصبح الشرق جزاءاً هاماً واعياً مكملاً للإنسانية المنتبهة المتيقظة العاملة في بناء صرح مستقبل هذا العالم).
هذه بعض فقرات من حديث تلك الليلة وهو حديث - كما قلت - تفضل رجال الفكر في فلسطين بالترحيب به، ونشرته أغلب الجرائد وأشارت إليه. ولقد كنت أود أن يشير حضرة صاحب العزة الأستاذ أحمد أمين بك إلى اشتراك القنصلية الملكية المصرية العامة في القدس معه في هذا الموقف الذي قال عنه (أنه كان عجيباً حقاً مربكاً حقاً). فقد قرأت كتابة الممنون بأسم (حياتي) ولفت نظري صديق عزيز علي هو الأستاذ محمد عبد الغني حسن إلى حادث القدس وكيف أفرد له الأستاذ ثلاث صفحات من كتابه فلم يذكر كلمة واحدة عن الذين شاركوه في هذا الموقف الذي كان فيه من العناء الشيء الكثير على حسب تعبيره. ولذا رأيت من واجبي أن أنشر هذه الصفحة المطربة ولا أجد ما أقوله سوى أنني وغيري ممن ألقي عليهم واجب تمثيل مصر في تلك الفترة لقوا في أثناء قيامهم بواجباتهم الكثير من هذه المواقف: أذكر واحدً منها حينما أقمت حفلة للأستاذ أسد رستم بمناسبة إخراجه أول مجلد من كتاب (وثائق الشام) وكيف حملت بعض الجرائد علىَّ حملة مثل هذه فكان للقنصلية الملكية المصرية العامة ببيروت موقفاً يشبه موقف في القدس.