للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يصلح له ويغني فيه، وما يحس معه أو يسوء من السياسات، فيسوس كل نفس بسياستها الخاصة، ويشرع لها شريعتها الملائمة بلا بخس ولا محاباة.

٦ - وشخصية عبقري العقيدة وسيرته مثل حي مجسم لعقيدته، فهو لا يقول إلا ما يفعل، ولا يفعل إلا على هذى من عقيدته، ولا يدعو إلى ما دعا نفسه مثله أو أشق منه، وهو في طاقة المستجيب بعد أن أمدته بواعث الإيمان بكل ما في نفسه من استجابة تكفل السمع، وتكفل الطاعة، ومن ثم تكون شخصية عبقري العقيدة وسيرته وأقواله مصدر حياة وإيمان وتشريع، وذلك كفيل باستمرار حياة عقيدته في المستجيبين إليه، وبتنقلها في طبقة إلى طبقة، وفي جيل إلى جيل.

وتتمثل عبقرية العقيدة في الدعاة إلى العقائد الدينية كالأنبياء، والدعاة إلى العقائد الوطنية أو السياسة أو العنصرية كالزعماء، والدعاء إلى العقائد الفنية أو الفلسفية أو الصوفية كأصحاب المذاهب النظرية ذات النزعات وكل منهم صاحب عقيدة لها مقاييسها الخاصة، وكل منهم مؤمن بعقيدته معتصم بها يدعو الناس إلى الإيمان بها والتزامها في مضمار من مضامير الحياة، وهم جميعا معتقدون، ومعلمون لما يعتقدون.

للكلام بقية

محمد خليفة التونسي

<<  <  ج:
ص:  >  >>