وأمثاله مماحكات لفظية وأنها لا تليق بعصر الذرة، فلم إذن يشغل نعسه بشرحها والتعليق عليها والعراك من أجلها؟
والعجيب أن يضيع الأستاذ ذلك وله نشاط معروف في الكتابة والتأليف؛ ولكن يظهر أن المؤولين عن مناهج الدراسة في الأزهر هم المسئولون عن ذلك، فإن التمسك بتلك الكتب جعل الأساتذة - حتى المنتج منهم - يدورون حولها ثم يتنازعون عليها، وكان الأولى أن تصرف هذه الجهود في العمل المنشود لإحياء التأليف الملائم للعصر بالأزهر.
ويبدو لي أن تلك المعركة لا يفضها إلا أحد أمرين، الأول أن تلغى دراسة الإيضاح من الكلية، فيرفع (اللحاف) من بين المتنازعين عليه، وبهذا تخلص العقول الجديدة من تنافره وتعقيده. الأمر الثاني أن تبلغ مجلتنا (الرسالة) إلى (قزوين) حيث يعلم بالأمر أحد أحفاد الخطيب القزويني. . فيطالب بحقه في (الإيضاح) الذي ألفه جده الكبير. . .
شكوى شاعرين من (الشاعر)
شكا إلى شاعران من مجلة (الشاعر) التي يصدرها الزميل الكريم الأستاذ محمد مصطفى المنفلوطي، وهما الشاعر العراقي الأستاذ إبراهيم الوائلي والشاعر السوداني أبو القاسم عثمان. يقول الأول:(جاءني ذات يوم صديق شاعر وطلب مني أن أسهم في عدد خاص من مجلة اسمها (الشاعر) وقال لي: إن العدد الخاص سيكون عن الربيع، فاستجبت لرغبة الصديق بقطعة عنوانها (ربيع النيل). وجاءني العدد الخاص فإذا القصيدة قد حذف أجمل ما فيها، فتمزقت وحدتها. وقال لي صاحبي: إن صاحب المجلة فعل ذلك لأن الصفحة الذي خصص للقصيدة لم يتسع لها، فكان الحذف والبتر)
ويشكو الثاني نفس الشكوى فيقول: إن قصيدته كانت ثلاثين بيتاً أسقط منها أربعة، لأن الصفحة لم تتسع لأكثر من ست وعشرين، ويقول:(ولما لم يكن هناك عذر في عدم نشر القصيدة كلها إلا ضيق المقام فإن ذلك عجيب من مجلة تحمل أسم (الشاعر) ذلك الاسم العظيم الذي لا يعرف الحدود ولا القيود)
وظاهر من كلام الصديقين الشاعرين أن المجلة عمدت إلى ذلك التصرف محافظة على نظام الصفحات. . ولاشك أن وقوع ذلك من مجلة خاصة بالشعر غريب، فإن أعز ما يتمسك به الشاعر العصري هو تسلسل معانيه وارتباطها، وإذا اقتضى بعض التنظيم