للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الصحفي تحيف الموضوعات لتظهر الصفحات على نسق معين، فإن ذلك لا ينبغي أ، يكون في المجلات الأدبية التي يراعي فيها الموضوع قبل الشكل ولا أخال الأستاذ المنفلوطي - وهو الشاعر صاحب (الشاعر) - إلا ملاقياً عتاب زميليه الشاعرين وتعقيبناً بقبول حسن.

على أنني مع ذلك لا أخفي شمتي بالشاعرين فيما جرى لشعرهما الذي قالاه في هذا الربيع لزعوم في مصر. ولو لم تكن قصيدة الوائلي عنوانها (ربيع النيل) لفهمت أنه يعبر عن إحساسه بجمال الربيع في العراق؛ أما أبو القاسم فلا أدري أين شاهد الربيع، وليس في السودان ربيع غير الشتاء الدافئ، فهناك الآن الحر اللافح، كما أن هنا الآن في مصر تقلب الجو الذي حيرنا بين التخفيف والتثقيل، ونالنا من شره قذي في العيون وبرد في الأجسام مختلف الألوان. وعلى رغم كل ذلك لا يزال إخواننا الشعراء في مصر مصرين على التغني بالربيع!

المسرح المدرسي:

أتيح لي في هذا العام أن أكون على مقربة من النشاط المسرحي في المدارس الثانوية بالقاهرة، وأن أشهد الحفلات التي أقيمت لنيل كأس وزارة المعارف في المباراة المسرحية. وقد رأيت فرق المدارس تبذل غاية وسعها في هذا السبيل، كما لمست الجهد البارز الذي تبذله مراقبة المسرح في الإشراف على هذا النشاط وتوجيهه، وهو جهد مثمر ولكنه محدود وقليل الوسائل.

وقد اختير للمباراة في هذا العام مسرحية (عزة بنت الخليفة) للمرحوم إبراهيم بك رمزي، وهي رواية تاريخية تقع حادثتها بمصر في عهد الخليفة الحافظ الفاطميين، ولا يقصد منها وقائع ولا حقائق تاريخية وإنما هي قصة تحليلية إنسانية تدور حول عزة بنت الخليفة التي فقدت بصرها وهي صغيرة، ويحبها أمير من الشام إذ يرى جمالها ونبالة نفسها، ولا يغض من حبه أن يعلم أنها ضريرة، وفي القصة أيضاً عاطفة الأب الذي يحنو على ابنته ويبتئس لفقد بصرها ويعمل جاهداً على إرجاعه إلى عينيها. وقد لاحظت أن الطلبة لم يبلغوا الشأو المطلوب في المسرحية لأنه يحتاج إلى أكثر من شباب يتمرن، كما لاحظت أنهم - على وجه العموم - لا يجيدون في الروايات التاريخية مثلما يجيدون في الروايات العصرية، فقد قدمت الفرق المدرسية إلى جانب تلك الرواية مسرحيات أخرى مختلفة. وذلك يرجع فيما

<<  <  ج:
ص:  >  >>