للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أرى إلى ضعف التحصيل التاريخي مما يصعب عليهم معه الاندماج في بيئة الرواية ويرجع كذلك إلى ضعفهم أيضاً في النطق العربي وقلة مرانهم على الإلقاء الفصيح.

وكثير من نظار المدارس يتخذون من هذه الحفلات مجالاً للإعلان عن أنفسهم، فيزحمون البرنامج بالخطب، فإما أن يخطب الناظر معدداً مفاخره. . في إدارة نواحي النشاط بالمدرسة! وقد عمدت إحدى المدارس إلى (إخراج فلم) يصور الناظر يستعرض (الطوابير) أو يتفقد المطعم ويفحص (الحلل. .) وهكذا نرى عين عزته على كل شئ في المدرسة. . . كما قال المدرس الذي كان يصاحب العرض بصوته.

ومهما يكن من شئ فهناك حقيقة مهمة، وهي التربية المسرحية الفنية في بيئات المدارس، وهي الغاية التي يتجه إليها الأستاذ زكي طليمات مراقب المسرح في وزارة المعارف، فإننا نجد الطلبة مقبلين على هذا الفن بشوق ونشاط، سواء في ذلك المشتركون في التمثيل والمشاهدون. وذلك يدل على طواعية هذا الجمهور الناشئ وصلاحيته للاستفادة من المسرح الذي هو مجمع للفنون المختلفة من أدب وتمثيل وتصوير من توجيه اجتماعي وثقافي وتربية وطنية وخلقية. ولا أحسب وزارة المعارف إلا مقتنعة بهذه الفوائد، وخاصة في عهد وزيرها الحالي الأديب الفنان. ولكن يبقى بعد ذلك أن نلاحظ أن ما تبذله من العناية في هذا السبيل لا يساوي ولا يداني ما ينشد من غايته، وهو لذلك يقصر دونها، فقد رأينا الفرق المدرسية يعوزها المدربون الفنيون الأكفاء، وهذا العدد القليل من خريجي معهد التمثيل لا يكفي، على أنهم يعاملون بالمكافأة المادية القليلة، وهم يعملون على هامش النظام المدرسي، فليسوا موظفين دائمين، بل تصرف لهم المدرسة مكافآتهم الزهيدة من مال النشاط المدرسي. فمالها الدولة لهؤلاء الشبان الفنيين جزء من عدم عنايتها بالمسرح على وجه العموم. على أن كل ذلك المجهود المحدود قليل الوسائل إنما هو في مدارس القاهرة، أما بقية مدارس القطر فإن الإشراف الفني على النشاط المسرحي يكاد يكون معدوماً فيها وهذه الظاهرة المسرحية المدرسية توازي الظاهرة المسرحية العامة فليس في مصر فرق تمثيلية يعتد بها غير القاهرة.

إنني أعتقد أ، وزارة المعارف هي التي تستطيع أن تغذي أو تبعث النهضة المسرحية في هذه البلاد، وذلك بتربية الجيل الناشئ على تذوق الفن المسرحي وحبه، وبإعداد المشتغلين

<<  <  ج:
ص:  >  >>