على أنه فرط منه هجاء لآل سليمان - والظاهر أنه كان فيه مترفقاً بهم من أجل تلك القرابة فقال فيهم.
دينار أل سليمان ودرهمهم ... كالبابليين حقا بالعفاريت
لا يبصران ولا يرجى لقاؤها ... كما سمعت بهاروت وماروت
ومن القضايا الكبرى في هذا الكتاب قضية خلق القرآن وما جرت من الفتن وضرب الرقاب، وفتنه الحلاج وكنت أبحث في كتابة عن قضية سيبويه والكسائي فلم أجده قد ذكرها. وكانت منه أملوحة لو أضافها في كتابه وجلاها في تصويره الفني.
ثم مضى المؤلف في ذكر القضايا من كبريات الحدثان في الأندلس وعهد كتاب الدكتور طه حسين في الشعر الجاهلي يوم قامت قيامة القوم على عبقري الشرق الذي أخرج الأدب من صحن الأزهر إلى مقاعد الجامعة.
كذلك طوفت في قصر العدالة الإسلامية الذي بناه الشيخ عبد المتعال الصعيدي الأستاذ في كلية اللغة العربية بالأزهر الشريف وصوره في كتابه. فتنقلت فيه من حجرة إلى حجرة أشهد المحاكمات، وأسمع المرافعات فأحن إلى ماض أفل عني وكنت فيه من المحامين، ذاكراً طلعة الأزهري الحكيم الذي زانه العلم، وجمله الأدب، وحلاه التواضع.
زكي المحاسني
بائع الحب
كتاب لاحسان عبد القدوس
للأستاذ أحمد قاسم أحمد
قرأت الكتاب الأول - صانع الحب - للأستاذ إحسان عبد القدوس وقضيت في قراءته وقتاً لم أرد أن أقضيه في جد. . . وما كنت أعتقد حينذاك بأنه كتب للأدب. . .! لقد قرأته على أنه صور - كما يجب أن يسعى إنتاجه - تستطيع أن تسمها بما تريد. . . إلا بالأدب. . . ووقع بين يدي كتابه الثاني - بائع الحب - وأجلت نظري في مقدمته فاستوقفني دهشاً حائراً قول الكاتب:(وقد سبق أن أصدرت مجموعة من هذه الصور بعنوان (صانع الحب)