للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي أعطانيه الله لهدايتي) وموضوع هذا العقل الحقائق الباقية، وهي في الله بل هي الله ذاته، ويذكر من هذه الحقائق الباقية: حقائق الرياضة وقوانين الحركة والأصول الأخلاقية. ويقول: إن هناك صلة وثيقة بين القانون والعقل ولا يمكن أن يوجد نظام بين الأشياء ما لم يكن في العقل هذا النظام الذي نستطيع أن نفهمه بالعقل فقط، وما القانون إلا سبيل العقل وموضوعه المباشر).

ويقول أيضاً (نحن نتلقى توا وعلى الدوام عقلاً هو أسمى منا كما نستنشق الهواء الذي هو غريب عنا) ويستطرد قائلاً (كل منا يحس في نفسه عقلاً محدوداً ومتغيراً، وهو لا يصحح خطأه إلا إذ اتصل بعقل أسمى كلى لا يتغير. أين هذا العقل السامي؟ هو الله الذي أبحث عنه، هو ذلك الموجود الكامل كمالاً لا نهائياً يتمثل في نفسي مباشرة عندما أدركه، وذاته هي الفكرة التي لدي عنه)

وقد تأثر (فينيلون) (بوسويه) عن (وجود الله) وصبغ نظريته صبغة صوفية مثالية، وبوسويه وفينيلون وملبرانش متفقون على أن كل صلة بين العقل والحق الخالد هي صلة مباشرة بين العقل الإنساني والله. وليس يهمنا هنا ما كان بينهم من تعاوت تفريعي غير أن ملبرانش أنكر كل ما سوى الله، وكأنه يقول بلسان عربي قويم (ألا كل شئ ما خلا الله باطل)، فالله وحده هو الذي ندركه مباشرة وهو مصدر الحقيقة، ومحل المعاني، وحينما نفكر بوضوح وجلاء أو بلغة ملبرانش حينما (نصلي صلاة طبيعية) نكون في الله ونراه. فيه انطوى العالم المعقول.

ويقسم (سبينوازا) إلى أنواع أربعة: سمعية، وتجريبية، وحدسية، وعقلية. والمعرفة العقلية هي المعرفة الحقة لأنها لا تعتمد على الأفكار العامة، وإنما تعتمد على خواص مشتركة يمكن تجريدها من كل تجربة حسية كالامتداد والشكل والحركة. ووظيفة العقل هي أن يعمل على ربط الأشياء بهذه العناصر المعقولة، والعقل كان تحت تأثير الحس والتخيل، إن كان يولد حركة الطبيعة من الفكر الإلهي الذي عنه يصدر كل شئ.

وحين يعترف (ليبنتز) الفطرية يستلزم التجربة قبل أن يصل ما لدينا بالقوة إلى الفعل، أي بأسبقية التجربة الحسية على التعقل.

أما (لوك) عارض مذهب المعاني الفطرية، وانعكس على نفسه، وبالقياس التمثيلي انتهى

<<  <  ج:
ص:  >  >>