للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى فكرة عقل خالق، وبتوسيع معاني القوة، والدوام والعلم والقدرة إلى ما لا نهاية ننتهي إلى تكوين فكرة عن الله. العقل عنده هو ملكة التجريد التي ليست للحيوان. وأوضح ما نستدل به على معنى العقل عند (لوك) قوله (إن القوة التي تكتشف الوسائل وتطبقها على صواب لكي تكتشف الحقيقة في إحداها، والاحتمال في الأخرى، تلك القوة هي ما يسمى: العقل

ويضع للعقل أربعة درجات:

الدرجة الأولى وهي أرقاها: اكتشاف الحقائق.

الدرجة الثانية: تميل إلى ترتيب هذه الحقائق ترتيباً منهجياً لتحقيق قوتها والصلة فيما بينها وإدراكها في وضوح ويسر.

الدرجة الثالثة: إدراك هذه الصلة.

الدرجة الرابعة: عمل النتيجة الصحيحة.

وهذه الدرجات كما يقول (لوك) يمكن مشاهدتها في البرهان الرياضي، ثم هو يجعل الأشياء بالنسبة للعقل ثلاثة: -

١ - أشياء وفق العقل: كالقضايا التي نكتشف صدقها باختيارنا وبتتبع الأفكار التي لدينا عن الحس والتفكير، وبالاستذلال الطبيعي تكون إما حقيقية أو محتملة.

٢ - أشياء فوق العقل: وهي القضايا التي صدقها أو إمكانها لا نستطيع استنتاجه من هذه المبادئ.

٣ - أشياء ضد العقل: وهي القضايا التي تتنافى مع أفكارنا الواضحة. وعليه يكون وجود إله وفق العقل، ووجود أكثر من إله ضد العقل، وبعث الموتى فوق العقل.

وقد عنى (هيوم) الإنسانية، وعالج الشك واليقين، وأنكر العلية التي ليست في نظره عادة عقلية، وبذلك تبنى الحركة الإلحادية بطريق فلسفي سيكولوجي.

أما (كانت) أيقظه (هيوم) من سباته، فكان أول ناقد منظم للعقل، يقول (أقصد بالعقل كل ملكة سامية للمعرفة.) والعقل النظري والعملي عنده هو (صورة العمومية) أما الفهم ينتج عن الأول باتصال هذه الصورة بالمكان والزمان والحدس الحسي.

وللعقل خاصية اللانهائي، وللحدس خاصية النهائي، وبذا يميز بين العقل والفهم تفرقة هي

<<  <  ج:
ص:  >  >>