للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمود المذهب العقلي عند كل من (كانت) و (هيجل).

وكما أن العقل هو القوة السامية التي تؤلف بين المدركات الذهنية، كذلك الفهم يؤلف بين العناصر الحسية، وهو يعرف العقل في مواضع مختلفة من (نقد العقل النظري) بأنه القدرة على التفكير وبأنه القدرة على الحكم. العقل إذن هو قوة المطلق الذي لا يتقيد بزمان ولا مكان ولا إنسان ولا فلك. أما صلة العقل، ولا نبحث في الأشياء عن قوانين العقل.

ولقد وجد كل من فخت نقد (كانت) وفلسفته إلى القول بالأنا المطلق أنكروا الأشياء ما داموا لا يعرفون عنها شيئاً. الأنا المطلق هذا هو مصدر اليقين، والعقل بالتجريد يحصل على الشعور بالأنا المطلق باعتباره الحقيقة الوحيدة ومبدأ المبادئ. وزاد (شلنج) بألا فرق بين الشيء والشخص ولا بد بين المعرفة والوجود، كل شيء متضمن في العقل متحد بالمطلق ذاته، ومنه يستنبط كل شيء، وظيفة العقل هي العلم المطلق، وقال (التفلسف في الطبيعة هو خلق الطبيعة)

ويقول (هيجل) بأن مقولات الفهم تتناقض إذا ما أريد تسويتها بالعقل، فإذا تغير الفهم كان للعقل أن يحدد اتجاه هذه التغيرات كما يحدد التغيرات التي في قواعد الأخلاق، ثم هو لا فرق عنده بين الميتافيزيقا والمنطق، بين الواقع والمعقول

ويقول (فيكتور كوزان) كتابه (الحق والجمال والخير) ما يأتي (نحن نتوصل إلى حكم خلو من أي استدلال وإلى بداهة مباشرة هي البنت الشرعية لقوة الفكر الفطرية كإلهام الشاعر، وبراعة البطل. . . وما الاستدلال إلا مسرح للمعارك يسببها العقل بالشك والسفسطة والخطأ. . . ولكن فوق التفكير علم من النور والسلام، فيه يدرك العقل الحقيقة من غير أن يدور حول نفسه، وبهذا وحده تكون الحقيقة حقيقة، وذلكلأن الله قد خلق العقل لندرك به كما خلق العين للنظر، والأذن للسمع). والعقل عنده تلقائي وغير شخصي، وإذا كان قوة فردية كان حراً كالإرادة، أو متغيراً ونسبياً كالحواس، وما العقل التلقائي إلا الإلهام.

أما (رافيسون) وحد بين العقل والشعور، بين مبادئ المعرفة ومبادئ الوجود، وجعل للشعور قوة ميتافيزيقية بينما سبقه (مير دي بيران) أن الشعور يعطينا معنى السبب الذي يصير مبدأ للسببية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>