متأثراً بطريق السكاكي في تبويب علوم البلاغة وتقسيمها، وقد عنيت في شرحي له بمجاراته في طريق عبد القاهر، واختيار ما هو من صميم البلاغة في تلك الحواشي، وإهمال مماحكاتها اللفظية، مع التنبيه على ما في الإيضاح من هذه المماحكات، وقد قصدت من هذا الشرح أن أمهد الطريق لعمل يكون أتم في الإصلاح، ولا يرجع بنا القهقري إلى مماحكات الحواشي، وهذا كله قليل من كثير ذكرته في كتابي - دراسة كتاب في البلاغة - وسأترك لصديقي الأستاذ عباس نسخة منه في إدارة الرسالة الغراء، وله شكري على قبول هذا الإهداء.
عبد المتعال الصعيدي
وفاة الأستاذ أمانويل مونييه
أصيب الأدب الفرنسي ولا نبالغ إن قلنا الأدب العالمي بوفاة أحد كبار الكتاب العصريين بفرنسا وواضع مذهب الأستاذ أمانويل مونييه
ولد هذا الفكر المشرق الوضاح بمدينة جرونويل سنة ١٦٠٥ وما عتم أن عين مدرساً للفلسفة وظهرت على حداثة سنه شخصيته الحرة القومية الجذابة.
وقد تمكنت هذه الشخصية القوية من جمع نخبة من الكتاب حولها فأبرزت مجلة (الفكر) الذائعة الصيت
وذهب مونييه يذيع في مجلته أفكاره وآراءه في مشاكل العصر الحاضر واضعاً أسس مذهبه العامة الذي أسماه (بمذهب الذاتية) وإن لم يكن راضياً على هذا اللفظ مضطراً لاتخاذه تعبيراً أقرب من كل عبارة أخرى للدلالة على جوهر مذهبه الفلسفي العام.
وهذا المذهب الفلسفي الجديد الذي أثر وما زال يؤثر تأثيراً بعيداً في اتجاه الشباب المثقف في فرنسا وخارج فرنسا يعتمد في جوهره على اعتبار الإنسان في ذاته وشخصيته أولاً وقبل كل اعتبار آخر؛ فالإنسان في نظر مونييه محور كل شيء في هذه الحياة؛ وهذا الإنسان في نظره ذات شخصية قبل أن يكون فرداً وقبل أن يكون جزءاً من أجزاء المجتمع
فمذهب مونييه غير مذهب ومذهبه أيضاً غير مذهب الشيوعية المطلقة التي تعتبر - في