وكدت أنفجر باكية، وأسرعت أريد الخروج للبحث عن جاك، ولكن خادم المطعم استوقفني عند الباب، وسألني أن أدفع له الحساب!. . ولكني لم أكن أحمل نقوداً معي، ورجوته أن يتركه لفرصة أخرى!
وبسحر ساحر ظهر المدير أمامي، فأشر إليه الخادم بشيء التفت إلي على أثره، وقال لي - لا شك أن للمدام حاجة تتركها هنا. . إن الناس لا يؤمن جانبهم في هذه الأيام. . لا، لست أنت، ولكن الأخضر يذهب بسعر اليابس!
ورأيته يوجه نظراته إلى يدي. . إلى أناملي، فتذكرت عندئذ أن جاك لم يشتر لي خاتماً يوم زفافنا، فقد ادعى أن دكاكين الصاغة لا تضم خاتماً يليق أن يزين يد امرأة مثلي!!
قلت لمدير المطعم - ولكن زوجي زبون دائم يتردد كثيراً هنا؟!
فابتسم المدير ابتسامة ساخرة، وقال - والسيد جاك يأتينا بنساء كثيرات. . كلهن ادعين أنهن زوجاته!!
واضطررت إلى أن أترك ما كنت أحمله معي من حاجات، وخرجت إلى الشارع كالعاصفة المزمجرة، وذهبت تواً إلى (شقتنا) حيث يمكن أن أجد جاك، ولكن مفاجأة مدهشة كانت تنتظرني هناك!
استقبلتني صاحبة الشقة بوجه مقطب، وسألتني بقحة أن أعيد إليها مفاتيح الشقة - هل لسيدتي أن تعيد إلي مفاتيح الشقة لأعيد لها حقائبها التي تركها هنا السيد جاك قبيل رحيله؟
فصحت فيها كالمجنونة - هل رحل جاك من هنا؟!
فابتسمت المرأة، وأجابتني - إنها عادته يا سيدتي. . لقد خدع نساء كثيرات من قبلك. .
ثم ابتعدت عني وهي تداعب سلسة المفاتيح، وسمعتها تقول - مسكينة!!
وحملت حقائبي، ونزلت درجات السلم في خطوات مشلولة. . كل درجة كنت أنزلها. كنت أحس أنني أفقد معها سنة من شبابي!
وما كدت أرتمي بين أحضان الشرع، حتى كان المذياع يذيع شيئاً عن عصر الهيدروجين.
وسمعت أحد المارة يعلق على ذلك، قائلاً: - لم يعد في الدنيا شئ عجيب!
البصرة
عراق