طريق المصرف، وسيصلكم دفتر الشيكات بعد يوم أو يومين!
وهتفت في دهشة - دفتر الشيكات؟!!
ولكن - جاك - عاجلني بنظرة محذرة، وقال - نعم، يا عزيزتي. . فأنا أريدك أن تكوني كالمليونيرات، تشترين حاجة ثم تكتبين للبائع شيكاً!!
ولكن دفتر الشيكات المزعوم لم يصلني، لا بعد يوم ولا بعد يومين، وإنما حمل إلى جاك المزيد من الأوراق لتوقيعها!. . . لم يكن قد مضى على زواجنا أكثر من أسابيع معدودة. وكنت غارقة في الحب حتى أذني. . . لو سألني جاك أن أوقع على ورقة إعدامي، لفعلت
ومضت أيام أخرى، وذات يوم أعطاني جاك بضع جنيهات وسألني أن أشتري بها ما أشتهي ثم التقى به في أحد المطاعم التي اعتدنا تناول الطعام فيها.
لقد قضيت وقتاً طويلاً انتقل من مخزن إلى مخزن، الصق أنفي بزجاجها، وأحلق بعيني في معروضاتها. . لقد وقع اختياري على أشياء كثيرة، أقسمت أن أشتريها بعد أن نستلم الثروة مباشرة، واشتريت جملة أشياء لم تكن بينها حاجة واحدة ضرورية، اللهم إلا الهدية التي اشتريتها لجاك!
وذهبت إلى المطعم، واتخذت مجلسي في الركن الذي اعتدنا الجلوس فيه، وانحنى لي الخادم الفرنسي وعلى شفتيه ابتسامة طويلة، وقال بلغة إنكليزية تشوبها اللهجة الفرنسية الساحرة - لست أرى المسيو معك هذا اليوم؟. . هل تأمرني سيدتي بشيء؟
فابتسمت له، وقالت - سأنتظر قليلاً ريثما يحضر زوجي!
ولكن ساعة مضت، وتلتها أخرى، ولم يظهر أي أثر لجاك، والخادم الفرنسي لا ينفك النظر إلي. وعندئذ أشرت إليه وأمرته أن يقدم إلي الطعام، فقد كان الجوع قد استفحل أمره، ولكني مع شدة رغبتي في الطعام، لم أجد شهية له، لم أجد له طعماً في فمي. كنت أشعر سحابة من الانقباض قد خيمت على صدري. . رباه، ما الذي أخر جاك عن الحضور؟
وقفزت من مكاني كالمذعورة، حتى كدت أقلب المائدة بما تحمل، وأسرعت إلى التليفون أطلب مكتب الإعلانات الذي يشتغل فيه زوجي، ولكن عاملة التليفون أجابتني بأنها لا تعرف مكتباً للإعلانات بهذا الاسم الذي قدمته إليها!. . سألتها في توسل أن تجرب الرقم مرة أخرى، ولكن جوابها الثاني لم يختلف عن سابقه!