هذه الأيام. وإن من دلائل ذلك ما حدثني به جمع من تلاميذي، من أنهم لا يحسون الأمة تضعهم في المنزلة التي تضع فيها طلاب الجامعة. ذلك بأن الأزهر، كما قلت أول الحديث، تسوده روح التفريط: تفريط من الطلاب في الإخلاص للعلم، وتفريط من الأساتذة في مد يد العون لهم وتوجيههم الطريق السوي، وتفريط من الرؤساء - إلا من عصم الله وهم قليل نادر - في طلب الرأي ممن يراه وفي الاستماع للنصح حين يتقدم به الثقة الأمين.
ولعل الله يعرفنا الباطل باطلاً فنجتنبه، ويرينا الحق حقا فنتبعه. وأدعو الله لأستاذنا الأكبر شيخ الأزهر، قابساً من دعاء للدكتور طه حسين بك لرفعة سرى باشا حين كان رئيساً للوزراء فأقول:
رزقك الله سداد الرأي، وألهمك صواب القول، وكتب لك التوفيق في العمل، وجعل سيرتك عزاء عن سيرة من كان قبلك، ورضا لمن عاش معك، وقدوة لمن جاء بعدك
محمد يوسف موسى
دكتوراه الدولة في الفلسفة من السوريون وأستاذ بكلية أصول