تطور التجارة تلعب دوراً خطيراً، لأن اليابان ربطوا اقتصادهم بالبيئة العالمية. وقد استغلوا أنهارهم القصيرة في توليد الكهرباء للصناعات، وهذا مع رخص الأجور وضع أساس النهضة الصناعية. فكان المستورد من الصوف والقطن والمعادن يصنع ويصدر ثانية. كل ذلك جعل من اليابان القوة الوحيدة بالشرق الأقصى.
والجغرافيا الاقتصادية من أهم فروع الجغرافيا، فهي تدرس الحرف المختلفة وتحاول أن تشرح سبب تفوق مناطق خاصة في إنتاج وتصدر مختلف السلع، في حين تتفوق أقاليم أخرى في الاستهلاك والاستيراد. ومن البديهي أن هناك أسبابا طبيعية لنشاط الإنسان في حصوله على حاجياته الرئيسية: الغذاء والكساء والمأوى والوقود. فلن يبحث الصائد عن الدب القطبي في مناطق السفانا المدارية، أو السباع في أقاليم التندرا. ولا تنمو الحبوب في الصحراء المجدبة، إنما يبحث الإنسان عن المياه الضحلة قرب الأرصفة القارية من أجل السمك، وعن حقول الفحم وآبار الزيت وعن الغابات الدفيئة وعن السهول الخصبة المستوية للزراعة. وإذا عرفنا أثر العوامل الطبيعية فلا يمكن أن نتجاهل العوامل البشرية، فالمؤثرات الجنسية والتقاليد الموروثة تؤثر في مختلف نواحي نشاط الإنسان، فالمواهب الفنية للفرنسي، وصبر العامل الصيني، وعادات الفراغ في أمريكا اللاتينية. . هي تؤثر في الزراعة والصناعة والتجارة، ولا يمكن أن تكون أقل أهمية من العوامل الطبيعية.
إذن يمكن القول بوحه عام إن الصلة بين عوامل البيئة الطبيعية والأحوال الاقتصادية من جهة، وبين الحرف المنتجة وتوزيع إنتاجها من جهة أخرى، هذه الصلة هي موضوع دراسة الجغرافيا الاقتصادية. ثم إن الناس اليوم في كل مكان لا يتأثرون ببيئاتهم المحلية فحسب بل يتأثرون أيضاً بالبيئات الأخرى وبالأحوال الاقتصادية في شتى بقاع العالم.