للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكتب الدكتور حسين مؤنس بأهرام يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، كلمة بعنوان (أهل الهوى) عذل فيها من بهوون العروبة من المصريين، فأتبع طريقة (العواذل) المعروفة، في تقبيح الحبيبة والتنفير منها، والدعوى أنها لا تبادل محبها هواه، وإظهار الشماتة لما ينال المحب من بعض الأذى في سبيل التمسك بمحبوبه، وتصوير المحب في صورة المتهالك على حبيب يعرض عنه ويزدريه، ويلتمسون بذلك الحبة ليجعلوا منها قبة، وقد اتخذ دكتورنا من قولة (الملك الهاشمي): إننا أفريقيون - مادة لعذله، كأن هذا الملك هو سادن العروبة الأوحد، وكأن كلمته هي الفيصل في أمر العرب. . .

وطالما عذل العاذلون ولاموا، وأهل الهوى ثابتون على هواهم، لا يزيدهم العذل واللوم إلا إمعانا في الحب وتعلقاً بالحبيب. ولم يخل حب من عاذل، فليعذل العاذلون في هوى العروبة، وليثلبوا الحبيبة، وليصفوا فتاها بما يمليه الوهم عليهم، وليفتنوا في ذلك ما شاءوا، فإن الفتى لن يحيد عن هواه، ولن يثنيه عن عزمه ما يلاقيه من المكاره، ولا يفزعه من عذل العاذلين إلا أنه يسر الأعداء.

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>