كان يوم ١٢ أكتوبر الجاري هو الذكرى العاشرة لوفاة كاتب فرنسا الأكبر أناتول فرنس. وبهذه المناسبة عنيت جمعية تخليد ذكرى أناتول فرانس التي يرأسها الكاتب الكبير جول رومان بوضع لوحة تذكارية في قرية بشيليري التي قضى فيها فرانس أعوامه العشرة الأخيرة، وتوفي في ١٢ أكتوبر سنة ١٩٢٤، واحتفل بوضع هذه اللوحة في جمع حافل من أصدقاء الكاتب الكبير والمعجبين به. وهي خطوة من خطوات تزمع الجمعية اتخاذها لتخليد ذكراه.
قبر سيرانودي برجراك
للفرنسيين ولع شديد باكتشاف قبور عظمائهم التي طمست وغمرها النسيان، وفي فرنسا جمعيات أثرية كثيرة تعنى بالعمل في هذا السبيل. ومنذ أعوام قلائل استطاعت إحدى هذه الجمعيات أن تعثر بقبر الفيلسوف فولتير ورفاته تحت أقبية الكنيسة التي تذكر الرواية أنه دفن بها. ومنذ أشهر اكتشفت جمعية أخرى قبر الشاعر رونسار في بلدته التي دفن بها؛ وقد قرأنا أخيراً أن جماعة أثرية أخرى تعنى باكتشاف قبر (سيرانودي برجراك) وهو السيد الذي خلد روستان اسمه في روايته الشهيرة. والمعروف أن سيرانو حينما اشتد عليه المرض غادر باريس في سنة ١٦٦٥ إلى بلدته الأصلية (سانوا) ومات هنالك، ولا يزال اسمه مسجلاً في دفتر الوفيات بكنيسة القرية المذكورة. وقد أجريت مباحث في السهل الذي يوصف بأنه دفن فيه في ظاهر القرية. واكتشف بالفعل هيكل عظمي ظن بادئ بدء أنه هيكل سيرانو، ولكن ظهر من فحصه أن عظامه دقيقة كأنما هي عظام امرأة أو فتى لم يكتمل أطوار النمو. ولكن الباحثين لم ييأسوا، ولازال البحث يجري لاكتشاف رفات سيرانو ذي الأنف الضخم.