للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كنتم تكتمون).

إن كل عبقري آدم. وكل من أنتفع في جو عبقري خلال صحبته حتى تشبع برسالته هو آدم.

نعم، آدم (النبي الساذج الطازج) الذي (علمه الله أسماء الأشياء) ولم يتعلمها من أحد غيره، وألهمه الله إياها ولم يدرسها حتى على (الملائكة) الذين خلقهم الله من نور، وليس وكدهم في حياتهم إلا تسبيح الله وتقديسه، وليس بينهم وبين الإطلاع على شيء حجاب من الحجب التي تثقل آدم الذي خلقه الله من (طين) فغلبهم في ميدانهم، وعرف (الملائكة) أنهم لا يعلمونإلا ما علموا، وأن خزائن الله (العزيز الحكيم) حافلة بالآيات التي لا تملك أمامها المخلوقات ولو كانوا (ملائكة) إلا العجز والتسليم.

ومن هنا يظهر جانب من إعجاز العبقرية وتأثيرها في السرائر الإنسانية المتفتحة لقبول الفيض الغامر الخالق من الشخصية العبقرية في (صحبتها) المباشرة. كما يظهر هذا الجانب الإعجازي في إنهاض البشرية ودفعها نحو الجمال والكمال عن طريق الصلات الشخصية المتوالية، وخصوصاً أن العبقريات بين البشر نادرة، وذوات الرسالات الكبرى بين العبقريات أندر.

(يتلى)

محمد خليفة التونسي

<<  <  ج:
ص:  >  >>