العلي بالبيضة والحجر، كما نقول في أمثالنا. . . وإنما مسألة (وفد الأردن) مسالة أخرى بينها رئيس الوفد اللبناني في المؤتمر بقوله: إن ما حدث في صفوف الجامعة العربية لا يعدو أن يكون خلافا مؤقتا، إذ ليس في حياة الشعوب ما له صفة الدوام، وليس في وسع العرب أن يضحوا باستعباد دولة عربية جديدة عن اليونسكو بسبب خلافات في نطاق جامعة الدولة العربية.
وهناك مسائل أخرى نظرت في اليونسكو، وهي أيضا ذات صبغة سياسية، ولم تتضمن الأنباء الواردة من اجتماعات المؤتمر إلى الآن، إنه بحث موضوعا ثقافيا أو تعليميا مما يتصل بأغراضه الأساسية، وبدل هذا كما تدل دورات المؤتمر السابقة على أن هذه الهيئة ميؤوس من وصولها إلى غايتها التي لم تقطع إليها خطوة جدية إلى الآن. وأنا مقتنع بفائدة اشتراكنا فيه على أنه مظهر ودعاية، فنحن نعد تقارير وبيانات عن جهود مصر في التعليم ونشر الثقافة والتعاون العلمي لتلقي هناك، وفي هذا العام ظفرنا بموقف الدكتور طه حسين بك في المؤتمر وخطابته التي أعجب بها مندوبو الدول الذين هنئوه واعتبروا من حسن حظهم أن استمعوا إليه. هذا كله مظهر عظيم يشرف مصر ويرفع رأسها. وهو حسبنا من المشاركة في هذه (المهيصة) العالمية. . .
وعلى ذلك يجب إلا نأخذ الأمر جدا كله، وان نفهم إن ادعاء الأهداف الإنسانية الموحدة كلام فارغ. لأنه على الأقل ادعاء ممن يعملون على خلافه، على انه يجب أن نكون آخر من يعمل أهذه الأهداف إزاء الدول الكبيرة الطامعة فينا، وليحاربوا عوامل الحرب في نفوسهم اولا، وسيجدوننا بعد ذلك كما نحن الآن وادعين مسالمين.
الأعماق
هذه مجموعة قصصية للأستاذ عبد الرحمن الخميسي اسمها (الأعماق)، وكلها قصص، حتى المقدمة التي تحدث فيها عن كتاب قصصي، هو صورة لنا يقطع الليل كله منكبا على كتابة قصة لم يبق منها غير ما يحتاج إلى جولة نفسية واحدة يستحضر فيها حالة شعورية لبطل القصة ويقسم نفسه قسمين، قسما يعيش عيشة البطل ويحس إحساسه وينفعل انفعاله، والقسم الثاني يراقب الأول ويعبر عنه وفي هذه الفترة التي يتلبث فيها ليجمع طاقاته. يناجي نفسه ويستحضر الأحداث الكبيرة التي أثرت في حياته، وهي أحداث ثلاثة صهرته في بوتقة