للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشكلة النقد والنقاد

الدكتور أحمد فؤاد الإهواني صديق عزيز، ولكنني لن أجامله كما يجامل بعض أصدقائه فيسرف في المجاملة. . . أقول هذا بعد أن قرأت له مقالين في نقد ديوان من الشعر، ظهر أحدهما في الثقافة وظهر الآخر في الرسالة. ولا ضير في رأيي من أن يكتب الأصدقاء عن كتب الأصدقاء، ولا ضير أيضاً من الكتابة هنا والكتابة هناك، لأن لكل مجلة قراءها الذين قد يقتصرون عليها دون غيرها من المجلات. لا ضير من هذا كله مادام النقد الأدبي نقداً سليماً من الوجهة الفنية، أعني أن يكون رائده إبراز القيم التعبيرية في الأثر المنقود إبرازاً لا يتسم بالتجني ولا يتصف بالمغالاة!

ترى هل حقق الدكتور الصديق شيئاً من هذا الذي أشرت إليه؟ كلا. . بل اندفع وراء عاطفته يسجل المحاسن حتى لقد بدا الديوان وكأن لم يكن به مأخذ من تلك المآخذ التي يقف عندها النقاد! وليته قد رد تلك المحاسن إلى مصادرها من القواعد المذهبية في نقد الشعر، إذن لحمدنا له هذا الاتجاه وشكرناه. . ولكنه قدرها إلى الطريقة (الإنشائية) في النقد، تلك الطريقة التي تذكرنا بنقاد العرب القدامى عندما كانوا يقولون: أشعر الناس الذي يقول. . ثم لا يذكرون لنا لماذا كان صاحبنا أشعر الناس!!

أريد أن أقول للدكتور الإهواني أرجو أن يتسع صدره لما أقول إنني قد أحتمل المجاملة مادام النقد قائماً على أصول فنية، وإنني قد أحتمل المهاجمة مادام النقد مرتكزاً على دراسة مذهبية، وبغير هذا لا أستطيع أن أحتمل، ولا أستطيع أن أتقبل هذا الذي يكتب من حين إلى آخر! وقد يعتذر الدكتور الصديق بأنه رجل قد وجهت ملكاته إلى الاشتغال بالفلسفة وعلم النفس وما يدور في محيطهما من دراسات نقدية. إذا اعتذر بهذا فلا عليه إذا ترك ميدان النقد الأدبي لمن يحسنون الخوض فيه. . أما إذا خطر له أن يناقش هذه الكلمة ليثبت لنا أنه يحسن الخوض في نقد الآثار الأدبية، فنحن على استعداد لمناقشته، وبيننا وبينه موازين النقد وهذا الذي كتب. . وديوان الأستاذ محمد عبد الغني حسن!!.

أنور المعداوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>