للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التخرج من الوظائف والترقيات، ى لجهودهم أو كفاياتهم بل للقرابات والمصاهرات وغير ذلك من وسائل (التنطيط) في مختلف العهود؟

والأساتذة - وهم الأدنون من الطلبة - شملهم الروح العام، فأصبحوا يبتغون الوسائل عن غير طريق البحث والإنتاج والابتكار لا تظفر بتشجيع ولا تقدير. والنتيجة المحتومة التي تدعو إلى الأسف أن تعي نفوس الشباب ذلك أكثر مما تعي مواد الدراسة، فيبعث في نفوسهم القلق، وهو في الحقيقة المفسد الأصيل لأعصابهم لا القهوة ولا الشاي ولا الأقراص المنبهة.

إن الشباب يقرؤون ويسمعون ما ينشر وما يقال عن مجرى الحياة في الغرب وتقدير القيم هناك بما يبعث الطمأنينة على الحقوق والمصائر وينشر العدالة والتماسك في المجتمع، ويقرؤون في تاريخ الإسلام ويسمعون من الأساتذة عن الأبطال وأعمالهم وتضحياتهم في سبيل المجموع. ثم يقارنون بين هذا وذاك وبين ما يقع تحت أبصارهم، فتهولهم الهوة الواسعة وتصدمهم الحقائق الراهنة المؤلمة إذ نحن لسنا من أولئك ولا من هؤلاء في شيء.

الداء كله في فقد الأسوة الحسنة وانعدام المثل الطيبة التي يحتذيها الشباب.

شهادة الموسيقى

تقدم أحد الموسيقيين للشهادة في قضية أمام إحدى المحاكم الشرعية فرد القاضي شهادته، لأنه موسيقي. . . محتجاً بالنص الفقهي القائل: (الزمار والطبال وكل من يشتغل في اللهو لا يصح أن تسمع شهادته)

دهش الرجل الموسيقي، ودارت بينه وبين القاضي مناقشة، قال له فيها: إن الموسيقي فنان له اعتباره في المجتمع والدولة تعترف به وتقدره. فلما أورد له القاضي ذلك النص؛ قال الموسيقي: إذن فالمحكمة لا تقبل شهادة عبد الوهاب أو أم كلثوم. . . قال القاضي: نعم، وإنني معجب بأم كلثوم وأحب أن أسمع غناءها في قصائد شوقي، ولكن هذا كله لا يغير النص!

ونحن نرى أن موقف القاضي سليم من حيث تمسكه بحرفية النص، ولكن ما هذا النص؟ وما سنده؟ وهل يلائم حياتنا العصرية؟ أنه ولا شك من اجتهاد، الفقهاء ولابد أنهم قالوا به بعد أن نظروا في أحوال عصورهم، والأصل في ذلك ألا تقبل الشهادة إلا ممن يدل ظاهر

<<  <  ج:
ص:  >  >>