للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- نعم!. . أن الوحيد الذي قطع كل صلة له بالعالم

وكانت آمالنا كباراً في أن نحيى حياةً جديدة. . ولكننا لم نستطع. . وحاولنا أن ننسى الماضي ومرارته ولكن الماضي ظل يلاحقنا وينغص علينا حياتنا.

وبعد رحلة طويلة مضنية في عالم الأوهام انفصلت عني، وانفصلت عنك، إذا أنا وحدي أهيم في عالم غريب عني. . فقير إلى الرحمة والحنان الطاهر فقيراً، إلى الأمن والطمأنينة الجميلة، فقيراً إلى الراحة واستقرار الضمير!.

ولم تكن لي وجهة أتجه إليها، ما دمت قد قطعت كل صلة لي بالعالم.

يا ويحي!. . أهذا الحطام يستطيع أن ينهض بي من الهوة التي أتردى بها؟!.

يا ويحي!. أتلك الخطيئة تمحوها كفارة من حيرتي وعذابي؟!.

وأخيراً. دخلت مدينتي. . واتجهت إلى بيتي الذي هدمته بيدي لأشهد حطام حياتي الماضية، ورأيت البيت الذي يخيم عليه السكون!. زوجتي. . زوجتي. . شريكة حياتي، ضحية جبروتي. . أيتها المرأة المحطمة ها هو الجلاد. . جاء إليك. ولكن من غير سيف. . فقد حطمت الحياة سيفه. . لقد جئت إليك أحاول بناء حياتي من جديد. . انظري. . انظري. . ولكنني لم أسمع جواباً. لأن زوجتي تركت بيتها!!. فتسللت من الباب كاللص بعد أن زودت ناظري بمناظر المأساة وجئت إلى الشاطئ. . لا لأنني أحبه. . ولا لأنني مشتاق إليه. . ولكنني لا أملك ملجأً غيره. وها أنذا جالساً وحدي والدجى يرسم أمام ناظري عالماً رهيباً.

(القاهرة)

غائب طعمه فرمان

<<  <  ج:
ص:  >  >>