ومرة رجعت إلى بيتي بعد لقاء معك. . وكانت عندي فكرة ظالمة، فقد نويت أن أصرخ في وجه زوجتي: أنني لا أحبك بل أمقتك اشد المقت!!.
صدقيني لم تكن لي رغبة في مثل هذه الحياة، ولا في مثل هذه الزوجة. لقد كنت أتوق إلى حياة أرفع من هذه الحياة المليئة بالمتناقضات. . لقد كنت دائماً أحلم بالحوريات، وأغرق في نشوة حلمي. . لقد كنت دائماً أتصور تصورات زاهية مزهرة. . وابني القصور في مخيلتي. غير أن حلمي لم يتحقق، فقد جاء أبي بجبروته يمسخ حلمي، ويهدم تصوراتي. . فزوجني بامرأة بلهاء لا أحس نحوها بأية عاطفة!.
دخلت بيتي. . العالم الذي أمقته أشد المقت. . لكم هو كريه إلى نفسي ثقيل على قلبي مليء بالأشباح!!.
وكنت أنت يا من تصورتك حورية من حوريات أحلامي تزيدين كراهيتي لبيتي، ونفوري منه، وسخطي عليه. . وكنت أنا الهائم الذي لا يستقر على قرار. أمنيك، وابعث في نفسي الحرارة والقوة لكي أهم حياة أسرتي الآمنة. في سبيلك أنت يا من تركتني وحيداً منبوذاً في نهاية الأمر!
كان دخان الجريمة يملأ صدري بعد أن عرف الناس حبنا، وأصبحت حياتي في بيتي لا تطاق!.
وجئت زوجتي مرة فرأيت المنكودة تبكي على الحب الذي لم يخلق، ورأيتها تصرخ معولة:
- طلقني. . يا ظالم. يا حقود أنني لأن أتحمل كلام الناس!.
وفي تلك اللحظة وقف خيالك كالشيطان يدبر لي أمراً. . فقلت تلك الكلمة القاسية وخيل إلي أنها ستصنع لي جناحين لأطير بهما إلى عالمي السامي. . وخيل إلي كذلك أنها الكلمة السحرية التي ستنقلني إلى دنيا الحرية والأحلام!
وخرجت من البيت إلى غير رجعة. . وهربت من الجحيم إليك!!. وكان لقائنا في عشنا الأول. . على شاطئ النهر. . وقد ابتدرتني قائلة: