منا الجهد. . حتى إذا ظفرنا به في النهاية. . رأيناه قائماً على منطق أعوج، وأدركنا أننا ارتكبنا في سبيله حماقة صارمة.
ولما لم نستطيع الحياة معاً حين بلغ بنا اليأس مبلغاً بعيداً. . تنصلت مني، وتنصلت منك. . وتركنا الحب كأثر من آثار الجريمة!.
ولم نملك حتى كلمات الوداع. فكأننا شعرنا بأن عاطفتنا أصبحت من التفاهة بحيث لا تقيم جملة من جمل الوداع!.
وهكذا انفصلنا. ورجعت إلى نفسي أحاسبها بعد رحلتي الطويلة. . وأخذت أستعرض الماضي بكل ما فيه من أشجان وآلام. . ورأيتني أمام صور واختلطت ألوانها، وتشابكت خطوطها. . وأصبحت لا تعبر إلا عن الخيبة!.
أتذكرين عندما التقينا أول مرة؟!. . لقد خيل إلي في ذلك الحين إنني سأضع حداً لاضطرابي وواقعي المر، وأبني حياة أكثر بهجة وائتلافاً. . وهكذا أنا أتمنى كل يوم أن أحيا حياة جديدة. أن عمري ملئ بالأخطاء حتى لأتمنى دائماً أن تكون لي القوة على نسيان الماضي جميعه، وتغيير مجرى عمري!. . فعندما رأيتك حطمت بكل جبروتي ماضي كله، ونسيت بما أملك من قسوة واقعي جميعه. . فلم أشعر بالدنس لأني متزوج، ولأن لي أولاداً. . ولكنني شعرت بالغبطة تطفح على وجهي، وأنت تتراءين لي أينما قلبت ناظري. . وكنت أتملى طيفك كأنني أرتشف روح السكينة!.
عندما عرفتك أنقلب بيتي إلى جحيم، وصارت امرأتي في عيني شيطاناً مريداً، وران التذمر على روحي، وضج الضجر في كياني.
أنني عندما أسترجع الماضي يهز نفسي ما تضمنه من خيبة جارحة أورثتني عدم الثقة في نفسي، وزرعت في بذور السخط الطائش!.
كنت أقول دائماً أن قلباً من غير حب كهف يرن في أرجائه فراغاً أبله. . ولكن متى ما يعلق الحب في قلباً يصبح كالطائر الجريح يخفق في جناحيه كأنه بنعم بالغبطة وكأنه لا يعرف أن قواه الخائرة ستهبط به من حالق!.
وهكذا أنا. . عندما علق حبك في قلبي لم أكن أشعر إلا بوجودك. . وطفقت أسعى لكي أدبر شيئاً في سبيل سعادتي ولو على حساب الآخرين!. . وكنت أنت تشجعينني وتذكرينني