شؤون الأهالي. وحتى يمكن اختيار من يصلح لإدارة شئونها إذ كلما كثر العدد زادت صلاحية الاختيار وقلت مصاريف إدارة هذه الدولة والعكس بالعكس.
وإذا كانت هناك بعض الفروق الجغرافية البسيطة بين أجزاء البلاد الثلاثة فهذه أشياء لا بد منها ولا تخلو منها أي بلاد وهذا الاختلاف البسيط ضروري لحيويتها. وإن لم يوجد لعمل الأهالي على إيجاده لكي يضمنوا بقاء البلاد وحيويتها. على أن هذه الفروق الجغرافية البسيطة مهما عظمت فلن تبلغ ما نراه من فروق جغرافية واضحة بين شمال إيطاليا وجنوبها من حيث الجنس والحياة والعادات والحرف والمناخ وطبيعة التربة. ويكفي أن الإيطاليين أنفسهم يشعرون بذلك ويتحدثون به. وكذلك إذا درسنا جغرافية فرنسا فهي في جنوبها تختلف عن شمالها الغربي وتختلف عن شرقيها من حيث المناخ والسكان؛ فبينما الجزء الجنوبي يتمتع بمناخ البحر الأبيض وسكانه من جنس البحر الأبيض نجد الجزء الشمالي الغربي ممطر طول، العام وسكانه من الجنس النوردي ذي القامة الطويلة. وكذلك تجد الجزء الشرقي ينتمي إلى إقليم وسط أوربا كما ينتمي سكانه إلى الجنس الآلي. أما بريطانيا فيكفي أن تعرف أنها تضم إنجلترا واسكتلندا وويلز. ومع كل هذا لك ينكر أحد وحدة هذه البلاد مع أن الفروق الجغرافية التي تسودها كفيلة بتمزيقها والقضاء على وحدتها. فهذه ويلز بموقعها الجغرافي المتفرق وطبيعة سطحها الجبلي وسكانها الذين يمثلون أقدم الأجناس الذين نزحوا إلى الجزر البريطانية وعقيدتهم الدينية الخاصة بهم التي دفعت الحكومة البريطانية لتدريسها في مدارس ويلز وتخصيص برنامج خاص بها للإذاعة المحلية. وإن كل هذا مما نراه من وحدة الجنس واللغة بأجزائها الثلاث. ولا شك أن العدل والإنصاف يتطلبان المحافظة على هذه الوحدة وتدعيمها ولنا فيما قررته هيئة الأمم المتحدة أخيراً ما يحقق تنفيذها.
مصطفى عبد الله بعيو
خريج جامعة فاروق ومعهد التربية العالي بالزاوية بطرابلس