للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نشكر للأستاذ محمد عبد الغني حسن جميل رأيه ونبيل عاطفته وكريم تقديره. ونبادر فنقول له: إننا حين عرضنا لمشكلة النقد والنقاد في عدد مضى من الرسالة، ولم لم تكن تهدف إلا إلى أن نقف إلى جانب الحق ولو أغضب الحق بعض الناس، وأخرجهم من صنوف الأصدقاء ودفع إلى معسكر الخصوم. . هذا الحق الذي وقفنا إلى جانبه عماد الحرص البالغ على أن تظل القيم منزهة عن الهوى مبرأة من الأغراض، وجوهره الدعوة الخاصة إلى أن يبتعد بعض الناس عن كل مجال لا يحسنون التعرض له ولا يجيدون الحديث فيه!

ودعوتنا إلى تقرير هذا الحق ليست وليدة اليوم حين طالعنا كلمة نقدية عن ديوان الأستاذ الفاضل، وإنما هي وليدة الأمس المسجل على صفحات الرسالة منذ عامين، هناك حيث وردت في مقالنا عن (عناصر الشخصية الأدبية) هذه الكلمات. . (. . . ومن عناصر الشخصية الأدبية أن يعرف الكاتب أين يضع مواهبه فلا يدفع بها إلى ميدان لم تخلق له، وأين يركز ملكاته فلا يوجهها التوجيه العقيم الذي لا ينتج ولا يثمر. عندئذ يجدي التركيز حيث لا يجدي التشتيت، وغني الجهد الذي يبذل في مكانه عن الجهد الذي يبذل في غير مكانه. . . هذا الناثر الذي يعالج نظم الشعر فيخفق، وهذا الشاعر الذي يحاول كتابة القصة فلا يوفق، وهذا القصاص الذي ينحرف بريشته إلى النقد الأدبي فلا يخرج بشيء، وكل هؤلاء ينقصهم هذا العنصر الخطير من عناصر الشخصية الأدبية، ونعني به عنصر الدراسة الخاصة لقيم المواهب والملكات).

قلنا هذا بالأمس ثم عدنا فأدركنا الحديث حول معناه وما زلنا نصر على أن بعض الناس - ومنهم الدكتور الأهواني يقحمون أنفسهم في ميدان النقد وهم بعيدون عما ينبغي له من وسائل، ويكرهون أقلامهم علو وزن الشعر وهم مفتقرون إلى اكتمال الأداة! هذا الحق الذي نقرره بالنسبة إلى الدكتور الأهواني قد سبقتنا إليه (الرسالة) منذ عامين على وجه التحديد يوم أن تعرض الدكتور لنقد كتاب من كتب الأستاذ تيمور وهو كتاب (أبو الهول يطير)، ولقد عقبت (الرسالة) على نقده بهذه الكلمات: (آفة النقد عندنا الترديد والتقليد، فالدكتور الأهواني يردد نغمة قديمة لم يبق لها في الآذان رجع! كان النقاد يأخذون على أسلوب الأستاذ تيمور في نتاجه الأول أنه أقرب إلى العامية في ألفاظه وتراكيبه، فإنتقش هذا الرأي في أذهان الناس، وصرفهم الكسل العقلي عن استئناف النظر فيه بالموازنة والنقد، فلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>