ومن عجب أن هذه القصيدة التي نشرتها الرسالة هي أول أثر فني نطالعه للأستاذ حداد، وأعجب من هذا أننا لا نعرف من أي قطر من أقطار العروبة يصدح بشعره: أهو من لبنان أم من سورية أم من العراق. . . أم تراه من شعراء المهجر؟ سؤال لم نعثر له على جواب، لأن قصيدته المشورة لم تشر إلى موطنه حيث يقيم!
إننا نشعر بكثير من الأسف لأننا لم نقرأ شعراً للأستاذ حداد من قبل، ونشعر أيضاً بكثير من الحرج حين يدور في خلدنا أن بعض القراء قد يعرفونه حق المعرفة، في الوقت الذي لم تتح لنا الظروف أن نعرفه بعض المعرفة. مهما يكن ما أمر فإنه ليسعدنا كل الإسعاد أن يطلع الشاعر على هذه الكلمة، وأن يبعث إلينا بقطوف من شعره لنقضي معه لحظات أخرى معطرة بأرج المتعة الروحية الخالصة!
وللذين يوافوننا ببعض ما يعرفون عن الأستاذ حداد - إذا لم يقدر أن يطلع على هذه الكلمة - تحية ملؤها الشكر العميق.