الغرب ما تأخذه فتذيعه في الشرق، لأن مصر ليست أثره، لا تحب أن تستأثر بالخير من دون جيرانها.
ما أكثر الذين يسافرون إلى بلدان أوربا وأمريكا من المصريين للمؤتمرات وغيرها، وما أكثر ما تنفقه مصر عليهم، وما أقل ما تجنيه من (نزهاتهم) وما أجدرهم أن ينظروا إلى هذا الرجل الدؤوب، طه حسين، ليتخذوه مثلاً يحتذي في جهوده المتواصلة المثمرة.
معجم فيشر
كان مجلس مجمع فؤاد الأول للغة العربية قد أحال مهمة فحص جزازات المرحوم فيشر إلى لجنة مؤلفة من الأساتذة أحمد العامري وعباس العقاد وإبراهيم مصطفى وقد قامت اللجنة بهذا الفحص وكتبت تقريراً قالت فيه إنها كانت تتمنى أن ترى وسيلة لاتمام هذا العمل العظيم فإن جهد الدكتور فيشر طول حياته في إعداد هذا المعجم جدير أن يسجل وألا يضيع شيء منه، فتأسف اللجنة إذ ترى استحالة تحقيق هذا الغرض الآن لأن الجزازات لم تتم وما تم منها لم يرتب، فالعمل مع ما تم منه لم يزل في حاجة إلى جهد عظيم ليس من اليسير تحقيقه بعد كارثة المعجم بوفاة الدكتور فيشر. واقترحت اللجنة لحفظ هذا الأثر والانتفاع به بما يلي:
١ - ترتيب الجزازات الموجودة في المجمع.
٢ - السعي لاسترداد الجزازات الناقصة والتي اصطحبها الدكتور معه إلى أوربا.
٣ - أن تفسخ هذه الجزازات بعد ترتيبها وتدون في كتاب جامع ليبقى محفوظاً للرجوع إليه والانتفاع بشيء منه.
٤ - وعلى سبيل الاحتفاظ بقدر الإمكان بآثار الدكتور فيشر تشير اللجنة بأن تنشر المقدمة التي وضعها والجزء الذي راجعه في مجلة المجمع.
وقد ناقش مجلس المجمع هذه المقترحات في إحدى جلساته، فرأى الأستاذ الزيات أن المعجم الكبير الذي يقوم به المجمع يشبه معجم الدكتور فيشر وأن الاختلاف بينهما لا يتجاوز النظام والطريقة، ومن الفرق بينهما أن معجم فيشر يحرص على مراعاة التطور التاريخي للكلمة والمعجم الكبير يميل إلى الاستطراد والحشد.
وعلى ذلك يرى الأستاذ توحيد العمل في المعجمين. وقال الأستاذ إبراهيم مصطفى: إن