للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

(مطبخ المرأة)؟

مسرحية عزيزة هانم

افتتحت الفرقة المصرية موسمها الصيفي من أول شهر رمضان الحالي في المسرح الصيفي الذي أعدته في مكان سينما حديقة الأزبكية، وذلك بمسرحية (عزيزة هانم) وهي رواية فكاهية من نوع (الفودفيل) التي يقوم على سوء التفاهم الذي تنشأ عنه المفارقات المضحكة، فعزيزة هانم إنما هي فرس يعالجها الطبيب البيطري الذي أفهم خطيبته أنه طبيب بشري، ويحدث بسبب ذلك ارتباك تفهم منه الخطيبة أن عزيزة اسم خطيبة أخرى للدكتور، ويتبين لها في آخر الأمر أنها من مرضاه. . .

والرواية لا يقصد بها غير التسلية، وهي وإن كانت لا موضوع لها بطبيعة هذا النوع إلا أنها فكاهة راقية لا ابتذال فيها ولا إسفاف، أعني أنها تسلي المثقف وصاحب الذوق من غير أن يصطدم بمناظر متكلفة أو حركات مبتذلة. والرواية حقاً ليست مما يناسب رسالة الفرقة المصرية ولكن عذرها أنها تقدم بضاعة للصيف في الهواء الطلق وأنها احتفظت بجمهور الراقي لعدم الابتذال ونوع الفكاهة.

على أنها ستقدم بعد هذه الرواية مسرحية (مدرسة النساء) اقتباس المرحوم عثمان جلال عن موليير وهي مسرحية فكاهية أيضاً ولكنها تعتمد على الطبيعة الإنسانية في منطقها وتحليلها.

ورواية (عزيزة هانم) أخرجها الأستاذ فتوح نشاطي فأحسن إخراجها وإن كنت آخذ عليه إظهار الفرس على المسرح ولا سيما أن منظرها ليس جميلاً فهي مما يجر العربات وحالتها تستدعي تدخل جمعية الرفق بالحيوان، وكذلك منظر العملية التي أجريت للحمار، فقد كان ذلك مملاً وممجوحاً لا يستريح إليه ذوق المشاهد، وكان يكفي الحديث عن هذه الأشياء في الحوار دون حاجة إلى إظهارها.

والحوار طبيعي ظريف مما ساعد على إجادة الممثلين والممثلات، فقد قام كل من هؤلاء بدوره خير قيام، وخصوصاً حسين رياض وأمينة رزق ونعيمة وصفي وفاخر فاخر، ولا يمنعني عدم معرفة اسم الممثل الذي قام بدور (أبو شوال) عن الإشارة إلى توفيقه في هذا الدور.

<<  <  ج:
ص:  >  >>