للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولعل أهم الأمور التي جعلت الشعر الحضرمي على جلالة قدره ورفعة مرتبته غير معروف وغير مدروس في عالمنا العربي أن أغلبه لا ينتشر ولا يجمع، فهي البيئة الحضرمية التي تتداوله بالرواية وتملي عليه الخمول فلا يأخذ طريقه لنشر أو طريقه لذيوع ودرس في الحلقات الخارجية من الجو العربي. وما ينقصه إلا أن يعترف بأهمية القومية العربية الشاملة في قصائده ويتهم بها أن يقلل من إخلاصه للجاهلية من ناحية وأن يساير ركب المدينة ولا يبخل بالثقافة الجديدة والتطور الجديد أن يلج سدته ويهز سرجه بلجامه إلى الأمام. . . وهاكم بعض الأمثلة:

قال الشيخ عبد الصمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله باكثير الكندي في شكوى الحظ العاثر:

أراني إذا ما الليل جاشت كتائبه ... أبيت وقلبي حائر الفكر ذاهبة

أقضيه بالأشجان والهم والأسى ... ودمع على الأوجان ينهل ساكبه

تبيت أفاعي الهم في غيهب الدجا ... تساور قلبي بالعنا وتواثبه

وقال أيضاً:

يا عاذلي دعني وشأني إن لي ... قلبا بتير الحب لا يستأنس

كيف السلو عن الأحبة بعد ما ... دارت عليّ من الصبابة أكؤس

ويقول متألما:

خذ من قديم حديثي مبتدأ سقمي ... وما أقاسي من الأوصاب والألم

فمبتدأ خبري فعل اللواحظ من ... عيون خشف رمت سهما أراق دمي

رمى فشك الحشا من نبل مقلته ... بغير شك وقد أوهى قوى هممي

فطار يومي وبات همي يقلقني ... ومهجتي لمظي الأشجان في ضرم

وخالف النوم أجفاني وحالفها ... طول السهاد فلم أهدأ ولم أنم

محي الغرام سلوى واستباح دمي ... هوى الأغن فسرى غير منكتم

لي في الظلام أنين كلما سجعت ... ورقاق أرقت فوالهفي وواندمي

يرق لي كل من بالليل يسمعني ... فمن لصب عميد باللحاظ رمى

ويقول السيد شيخ بن عبد الله العيدروسي العلوي في قصيدة رثاء:

<<  <  ج:
ص:  >  >>