للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحل له أن يتطاول على أستاذ في الجامعة، وفي هذا الاعتداء المعنوي ما يعاقب عليه القانون أو ما يجب أن يعاقب عليه! تواضع عظيم. وحسبك دليلا على هذا التواضع أن الدكتور الأهواني لم يشأ أن يتشدد مع النقاد، ولو شاء لطلب إلى النيابة العامة أن تطبق القانون على كل ناقد يتعرض له إذا ثبت أن هذا الناقد لم يحصل على جائزة نوبل في الآداب!

تواضع عظيم لا شك فيه. . . ومنطق عظيم لا شك فيه أيضاً. . . وآية العظمة في هذا المنطق أن كاتبا له مكانته كالأستاذ العقاد لا يجوز له مثلا أن ينقد صاحب الفلسفة الأهوانية، لأن شرط التكافؤ بين الناقد والمنقود يا رعاك الله. . . غير موجود. ولا يستطيع الأستاذ العقاد أن يدعي بأنه دكتور في الأدب أو دكتور في الفلسفة، أو يزعم بأنه أستاذ في جامعة الفؤاد أو جامعة فاروق. . . هكذا تريد لنا الفلسفة الأهوانية.

دكتور في الفلسفة وأستاذ في الجامعة. . . هذا حق لا يمكننا أن نجادل فيه، ولكن بقي حق آخر لا يحتمل المناقشة، هو أن (الدكتوراه) التي يحملها الدكتور الأهواني كانت أول دكتوراه فيما نعلم يحصل عليها صاحبها مجردة من مراتب الامتياز ودرجات التفوق. . . ترى هل يستطيع أن يجادلنا في هذا الواقع الذي شهدناه بأعيننا يوم أن نوقشت رسالته، وقد كانت عن (التعليم في رأي القابسي)؟!

أغلب الظن أنه لا يستطيع. . . ومع ذلك فهو دكتور يزهى علينا بالدكتوراه، وأستاذ في الجامعة يفخر علينا بالأستاذية، ثم لا يجد ضيراً من أن يجهر بعدم التكافؤ بين الناقد والمنقود. . . أو بين المعداوي والأهواني!!

إن الحصول على الدكتوراه في مصر ليس أمراً عسير المنال كما تتوهم الفكاهة المتفلسفة، وبخاصة إذا روعي في الحصول عليها ذلك (التواضع) الذي يحرص على أن تكون الألقاب العلمية مجردة من تفوق المراتب والدرجات. . .

هذه كلمة نرجو أن يقرأها الدكتور الأهواني بعناية. . . ونحن في انتظار بلاغ آخر يتقدم به إلى النيابة العامة!

أزمة القراء وعصا الأستاذ الحكيم

(قالت العصا: هل رأيت هذه المكتبة العامرة بالكتب في أشهر ميادين القاهرة، كيف تحولت

<<  <  ج:
ص:  >  >>