للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذا هو عيبنا؛ أما طبيعة بلادنا، وطبيعة شعبنا فهما فوق مستوى الشبهات.

قولوا - أيها الكتاب - للشعب حين تكتبون: إن المتحكمين فيكم يقبرون نبوغكم ويدفنون مواردكم، وأنتم تملكون ما لا يملكه شعب آخر في هذا الوجود.

وتحياتي إليك وإلى اللقاء.

أخي - بعد أن كتبت لك هذه وقرأته رأيته يصلح للنشر والتعليق، فإذا رأيت أن تجعله موضوع تعليقك فأنت في حل من نشره.

سيد قطب

أسارع أولا فأبين مسألة (صديقتي الحسناء) مسزفرو. . . لأنها تمس السياسة الداخلية في بيتي. . . المسألة أن إحدى رسائلي إلى الصديق الذي أوحوشنا وصلت إليه وهو في المستشفى فلفت نظر الممرضة الحسناء - كما يقول - ما عليها من طوابع مصرية مختلفة الألوان: أحضر وأحمر وأصفر. . . فأعجبت بهذه المجموعة العجيبة، ولعلها أعجبت أيضاً بخطي الرديء المكتوب على الغلاف! فاحتفظت به. . . ومالي ذلك يدان!

ليست هذه الرسالة الوحيدة، من رسائل الأستاذ سيد قطب إلي، التي تضمنت بعض الموضوعات العامة، فقد كتب مرة يقول: تصلح أمريكا أن تكون (ورشة العالم) فتؤدي وظيفتها على خير ما يكون أما أن يكون العالم كله كأمريكا، فتلك هي كارثة الإنسانية بكل تأكيد. فكتبت إليه فيما كتبت: إني يا أخي لا أرى لدينا روحية محبوبة، فنحن ماديون كالأمريكيين، وكل ما بيننا من فرق أن ماديتهم منظمة ونحن في فوضى، فجاء رده: لمحت في رسالتك ألي أنك، (قرفان) من مصر، ولهذا لا تستريح إلى ما أكتبه أنا عن أمريكا! إنني حين أكتب عن أمريكا ما أحسه من حقائق لا أعني أنني راض عن الحياة في الشرق وما فيها، ولكن هناك شيئاً واحداً لا يصح أن نغفله، إن أمريكا تستخدم كل رصيدها الممكن، وإننا نهمل رصيدنا فنبدو مفلسين! إن الحاضر الواقع في بلادنا لا يرضى أحداً ولكن الممكنات أمامها كثيرة لو وثقنا في أنفسنا وفي رصيدنا المكنون، وهذا هو مفرق الطريق، ولو أنك عشت في أمريكا بعض الوقت كما عشت لحمدت للشرق روحه رغم هذا الخمول الذي يعانيه.

وأنا أوافق الصديق الكريم على ممكناتنا ومكنوناتنا وأومن معه بشعبنا ومواهبه المقبورة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>