للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولكنني أرى أن تلك (المكنونات) قد أصبحت كمحتويات دار الآثار نتحدث عنها ونطيل الحديث ولا شيء وراء ذلك، أما المواهب المقبورة أو كنوز الطبيعة البشرية المهملة في مصر فأمرها ظاهر وداؤها يبدو معضلا، وإذا كانت حفنة الباشوات والكروش تتحكم وتستغل فإن (حفنات) من الوصوليين يتخذون الأسباب المختلفة إلى أولئك، يسيرون في ركابهم ويصهرون إليهم وغير ذلك من أساليب، فيكتالون ويستوفون، وهناك مئات من ذوي الكفايات يقعد بهم الحياء وتحتجنهم الكرامة، فيهملون. . . وبذلك تحرم البلاد من خير أبنائها وأوفرهم حياء وكرامة، ويحرمون هم مما تلغ فيه الكلاب!

ولا أريد أن ألج في المقارنة بيننا وبين أمريكا، فإن الأستاذ سيد - بحكم وجوده هناك - أدرى منا بما يقول، ولكن من حقي أن أكون (قرفان) من جانب حالتنا التي لا تسر. . . والتي لا أجد فيها (روحا). وقل لي بالله يا صديقي: ما قيمة (الرصيد) الذي لا نستطيع أن ننفق منه، وما فائدة (المكنون) في دار العاديات؟

وألاحظ أن الصديق الكريم يختلج به حنين شديد إلى الوطن، فهو يتمنى نسمة مصرية، وهو يتعافى حين يشم جو كجو مصر. ولعل هذا الحنين دخلا في إشادته بجو مصر ولعل شوقه إلى حلوان الدافئة الجميلة المهملة. . . هو الذي أثاره على كاليفورنيا، ولعل بعده عن مصر في هذا العام الذي كثرت فيه التقلبات الجوية عندنا هو الذي جعله يظن أن سان فرانسيسكو هي ذات الرياح الرطبة المتغيرة أبدا.

وسلام عليك أيها الصديق العزيز، وإلى اللقاء في قدومك القريب.

مسرحية (مدرسة النساء)

هي المسرحية الثانية التي قدمتها الفرقة المصرية في هذا الأسبوع على مسرحها الصيفي بحديقة الأزبكية. كان قد كتبها بالزجل المرحوم عثمان جلال مقتبساً من موليير، ولم تقدم على المسرح المصري قبل الآن على رغم أنها كتبت منذ زمن غير قليل. وقد أخرجها الأستاذ زكي طليمات المدير الفني للفرقة، وقام بالأدوار الرئيسية فيها فؤاد شفيق وعمر الحريري وزوزو الحكيم

والمسرحية تدور حول رجل سيئ الظن بالنساء لكثرة ما سمع من نوادر خياناتهن، وهو لذلك قد أتى بفتاة رباها من صغرها معزولة إلا عن خادم وخادمة، ذاهبا إلى أن عدم

<<  <  ج:
ص:  >  >>