الطراز من الناس الآراء التي ليست سوى الصدى الحاكي لآراء الغير. . . والقصص التي يمكن أن تكون أصيلة. وقد مضى على قصة من هذا القبل الأخير. . . أريد أن أقصها بدوري. . وهي تنتمي إلى مجموعة (حالات الضمير). . وطبقا لما قرر باسكال (إن لذة الحياة في هذه الوخزات وفي التماس الحلول لها. . .
قص على رفيقي هذه القصة. . . وقطارنا يقطع الطريق من (نوفي) إلى (سامبرد أرينا) وكنا قد تناقلنا طائفة من الآراء عندما بدهني بهذا السؤال:
- أين تقيم في جنوا؟
فعينت له فندقاً في ظاهر المدينة كنت أوثره على غيره لحديقته الرجيبة. . . أجابني بقوله:
- لسوف نفترق إذن. . . فإن هذا الفندق يرتبط في ذهني بذكرى مؤلمة جداً. . . وإني ليتلبسني اعتقاد باطل عسى بأن يجعلني أعزف عن الأماكن التي وقع فيها حادث مؤلم. . . حادث؟. . . إن الكلمة ضخمة. . . ومع هذا؟. . .
وانقضت فترة ثم استتلى:
أود أن أعرف ماذا كنت خليقا أن تصنع لو أنك كنت في مكاني؟. . . وسأتبدل بالأسماء الأصلية أسماء من عندي. . . هذا فضلا عن أنك لا تعرف أصلا أصحابها.!
. . . وأنشأ يسرد عليّ قصته فقال:
- كان ذلك منذ خمس سنوات. . . في زورتي الأولى لجنوا. . . وكنت حللت بهذا الفندق لنفس السبب الذي يدعوك إلى النزول فيه. وكنت قد زرت في نهاري القصور والكنائس وكل ما هو جدير بالزيارة في جنوا. . . وفي المساء بينما كنت جالساً في إحدى خمائل الفندق المذكور أقيد ملاحظاتي على انفعالاتي في يومي. . . إذ أرعدتني جلجلة صوت على قيد خطوات مني صادرة من الممشى الذي كانت تفصلني عنه شجرة فرعاء. . .
كانت ثمة امرأة تتكلم. . . حادسة أنه ليس من ينصت إليها. . . وكان ثمة رجل يمشي إلى جوارها.
وكانت العبارة التي انفرجت عنها شفتاها جداً مبتذلة توحي بأنها في ميعه الصبا وغضارة الشباب قالت:
- آه يا حبيبي العزيز. . . لم أكن أحلم بهذا. . . أن أكون هنا معك. . . أمام هذا البحر. .