للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هناك حكمة هندية تعرفها أنت كما أعرفها أنا. . . تقول (لا ينبغي ألا تضرب المرأة ولا بزهرة). وفكرة البطولة التي تحويها الحكمة مطبوعة في أعمق كياننا بفضل وراثة عريقة. . . ومتأثراً بهذه الحكمة الغالية تساءلت قائلا:

- أواجبي أن أصمت. . . أن أصمت؟. . .

. . . وفي تأملاتي المطرقة رأيت شارل روتيه كما رأيته دواماً مذنبي بمرجريت. . . منحنياً فوق أكداس القضايا. . . فيتلقاني في مكتبه بهذه الكلمات. . .

- لقد تضاعف عملي فما أستطيع أن أنهض لمصافحتك. . . وتضاعفت كذلك ثروتنا الضيئلة. . . فقط لو كان ثمة في تبذل من أجله هذه الجهود. . .

ثم يبدي لي صفحة. . . غضتها التعب والأين وقد شاعت فيها ابتسامة سعيدة!. . .

هكذا بينا كان يجهد نفسه ويبهظ أعصابه في العمل ليحقق الترف لزوجه كانت هذه تعبث مع سواه!.

وتبدد النقود في الأصباغ لتتراءى جميلة في عين آخر!. هذه النقود التي اكتسبها بالعرق زوجها الكادح!. وأنا بعد الذي سمعته هل أسمح أن يستمر استغلال امرأة عابثة لهذا الزوج الشريف النبيل.؟. . . أأصمت. لئن فعلت ذلك لعد أشتراكاً في الجريمة!. وانثالت دفعة واحدة على ذهني ذكريات صداقتي الطويلة لشارل منذ إن كان صبياً في العاشرة إلى أن تخرجنا سوياً في كلية الحقوق!. هذه الزمالة والأخوة اللتان تربوان على ربع قرن ثارتا في كياني ضد هذا التواطؤ في الصمت لأنالصمت. . . معناه مساهمة في الجريمة. . . إذا ماذا لو علم شارل بخيانة مرجريت ثم أنبأني بهذه الخيانة؟ هل أجيبه إذ ذاك بقولي:

- إني أعرف كل شيء. . .! وإذا كان هو جوابي. . . أما يغضب مني لأني لم أنبهه. . . أنبهه؟. . . أأشي بامرأة. . . أهذا ممكن؟. . .

وبدا لي أن أكتب لصديقي. . . ولكن يتحطم القلم خير من أن يخط قصة خيانة الزوجة. . .؟ ولكن شعوري بأن الخيانة وقد كانت على قيد خطوات مني!. . . وفي اللحظة ذاتها التي كانت فيها مرجريت بين ذراعي عشيقها. . . ربما في حجرة مجاورة لحجرتي أضاف هذا إلى العراك الخلفي المحتدم في نفسي رعباً جثمانياً أوفى في على العذاب!. . .

وفي الصباح كان قد استقر رأيي على الصمت. . .! ولن أشي بمرجريت ولم يعلم شارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>