للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلورنسا وروما. . . وسمى لي إبنة العم هذه عرفاناً بالصنيع الجميل والسرور الذي أدخلته إلى قلب عزيزته مرجريت

. . . ولم يكن آل روتيه من السراة. . . بل كان شارل في مستهل حياته العملية كمحام. . . وقد أحرز نجاحاً. . . وأصاب صيتاً منذ عهد غير بعيد. . . وكانت إبنة العم على النقيض من ذلك. . . كانت تحصل على ربح يقدر بمائة ألف فرنك عرفت ذلك لأنني شهدت زواج شارك بوصفي شاهداً ثانيا. . . وكانت ابنة العم هذه هي نفسها التي منحتها في موكب الزفاف زراعي. . . مضى على ذلك الآن خمس سنوات. . . خمس سنوات صغيرة!. . .

. . . وكان العشيقان قد آبا منذ حين إلى فندق. . . ولا جرم أنها تناولا سوياً طعام العشاء في هذه المؤانسة الخطرة المسكرة. . .

ولو لم يكن روتيه صديقي الحميم لاستشعرت له الصخرية بديلا من الحزن. . . إذ أذكر الانهيار المريع لهذا الزوج البكر. . . على أن مجرد المفارقة بين مراسيم الزواج التي طافت ذكراها بذهني. وبين هذه المقابلة أفعمت نفسي بمرارة فذة! ولكن روتيه كان صديقي. . . وكان مسهبا بهذه السيدة التي بنت به على معارضة هينة من ذويها. . . وكنت أعرف أنه يكد ويكدح من أجلها. . . ومن أجل إسعادها. . . وأنه بعد إذ لم تنجب له طفلا بات ينتظره مقدمه في شغف وتطلع. . . تدبر هذا كله. . . تلم بالحصر والضيق اللذين دفع بي إليهما هذا الاكتشاف الفجائي!. . .

كانت هذه المرأة الزنبة تخون صديقي. . . فكم من الوقت استغرقته هذه الخيانة؟. . . وفي أي مكان التقت بهذا الفتى الذي لم أذكر أبداً أنني أثبته لديهم؟. وما الدور الذي لعبته ابنة العم؟. أكانت على اتفاق مع مرجريت أم أن هذه الأخيرة عرفت كيف تجد الوسيلة إلى مغافلتها كما غافلت شارل؟. وهل كان هذا هو اللقاء الأول للعاشقين أم قد سبقته لقاءات؟. ومن يدرينا أن هذا الطفل الذي كان صديقي يرقب بانفعال الأبوة الملهوفة مقدمه لم تتكون جرثومته هنا. في هذا الفندق أراه من خلل الأشجار الباسقة؟

فرضت هذه الأسئلة نفسها جملة على نفسي وتركزت في السؤال التالي؟.

- ما هو واجبي؟.

<<  <  ج:
ص:  >  >>