بتظاهري أني لم أر مرجريت أتحت لها أن تعلم كما لو كنت قد وجهت إليها القول صريحاً أنني أعتبرها مذنبة. وليس شك في أن أول عمل قام به الفتى عند عودته إلى الفندق أن راجع ثبت النزلاء واستجلى فيه اسمي عندئذ أدركا الحقيقة أدركا أنني لا مشاحة رأيتهما وهما يطرقن ممشى حديقة الفندق، ولهذا السبب فإنني لم أبد دهشة ما عندما رأيتها في دهليز (القصر الأحمر). . . أدركت زوجة شارل أنني عرفت لها خليلا. . . ولذلك فقد عراني رعب المشاركة في الجرم! على أنني لو كنت تقدمت منها وقلت:
أهذا أنت يا سيدتي؟. . . لقدمت إلى رفيقها زاعمة أنها ألقت إتقافاً به في جنوا ولكتبت إلى زوجها كما قد تظنني فاعلا!: ولكن الموقف يختلف الآن. . . إذ يبقى عليها أن تصمت تجاه شارل حتى لا يتعارض موقفها مع موقفي!.
وكان من أثر هذا الموقف أني بقيت أسبوعين دون أن أطلب من شارل أخباره أو أكتب له بأخباري وتلبثت كذلك أسبوعين عند عودتي إلى باريس فلم أقم بزيارته. . . وقد أدركت أن جفوتي هذه كانت عملا غير صواب كسلوكي في دهليز. القصر الأحمر)!
وفي يوم. بينما كنت في المنزل وحدي إذ أنباني خادم بأن سيدة تطلب مقابلتي فأذنت له باستقبالها. إذ ذاك اجتليت مرجريت روتيه بعينها تدلف إلى غرفة الاستقبال وبادرتني بقولها. لقد ضعت!
وأردفت فجأة كمعتوهة!
- إن الصدفة وضعت سري بين يديك فلم توش بي لدى شارل. . . وأعرف أنك صدفت عن زيارتنا لهذا السبب أيضا. . . ولكنك تحمل بين جنبك قلبا كبيرا وستشفق على إنسانة تعسة أكرر لك أنني ضعت.
وهكذا لم تعد بعد المشاركة السالبة في الجرم ما تطلبه الشقية مني. . . بل هي المشاركة الموجبة وكانت قد عادت من إيطاليا منذ أيام ثلاثة فحسب. . . وبآيات بينات أدركت أنها حامل لشهرها وينبغي أن أضيف إلى ما سلف أنها اعترفت لي أيضاً وهي تنشج بأنها منذ ظفرت بخليل وهي تتعلل باعتلال الصحة لتعيش بمنأى عن بعلها. وإذ أنذرتها هذه الأمومة بالخطر الداهم وكنت ثمة أنا الصديق الحميم الذي أكاد أن أكون لزوجها أخا لأقص ما شهدته عيناي وما سمعته أذناي فقد فكرت في الفرار مع حبيبها ثم عدلت به إلى الانتحار.