للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمحضرات. فهو يقول إن الاستقرار النفسي هو عامل حيوي في التعمير كالتغذية والاستجمام والرياضة البدنية. وله أتباع كثيرون، حتى بين أطباء العالم الغربي يؤيدون نظريته ويعملون بها.

إن عالم الطب الحديث، الطب البسيكوزماتيكي، منهمك اليوم في درس الأمراض الجسدية المسببة عن اضطراب نفساني والمستوصفات (البسيكاتريكية) تعالج كثيراً من الأمراض بطريقة نفسانية تسفر في كثير من الأحيان عن شفاء تام. والقرحة التي تزعج المرضى والأطباء على حد سواء، والضغط الشرياني العالي إن هما سوى نتيجتين للآلام النفسية. ويعتقد علماء السرطان إن الأشخاص السريعي التأثر، المستسلمين لعاملي الغضب والحسد تهيأ في أجسامهم تربة صالحة لنمو السرطان. وقد لاحظ بعض العلماء، في روسيا، إن إزعاج الفئران يعجل ظهور السرطان فيها بينما يبطئ ظهوره كثيراً عندما يتسنى للفأر أن يعيش حياة هادئة

وهنالك أمر معروف، وهو أن حياة المتزوجين أطول من حياة الأعزاب. وفي إحصائيين روسيين ثبت أن مقابل كل مائة متزوج يموت مائة وأربعون عزبا، وتزيد نسبة الوفيات بين الأرامل والمطلقات عنها بين العزبات. ويعزو بعض المشتغلين في مسألة التعمير هذا الأمر إلى كون المتزوجين يعيشون في حالة نفسانية اكثر تنظيماً من حالة العزب. فالشاب العزب يحيا في جو من التصابي مشبع بالانفعالات النفسية؛ والفتاة العازبة المنتظرة، أبداً كلمة (نعم) من خطيبها، كثيراً ما تهد قواها انفعالات الانتظار وتسبب لها أمراضاً يصعب شفاؤها. أما الأرملة فتذوب كالشمعة ذوباناً بطيئاً تحت سعير العذاب النفسي. إن خفقان القلب السريع الصادر عن خوف أو حزن أو تأثيرات أخرى، يجهد القلب وينهكه، فينشأ عن هذا أن بعض الأعضاء الحيوية الأخرى تصاب بتسمم لعدم التنظيم الطبيعي في الجسم. وقد تمكن الأطباء من شفاء كثير من الأمراض القلبية التي كانت تعتبر، منذ وقت قريب، مستعصية لا أمل البتة في شفائها. ولم يتم لهم هذا بفعل الخوارق والمعجزات، بل توصلوا إليه بالقضاء على وسواس نفساني كان يلازم رؤوس المرضى.

إن في قبيلة (اليوغ) الهندية عدداً كبيراً من المشتغلين في درس مسألة التعمير. واليوغيون بصورة إجمالية يعمرون أكثر من مائة سنة، فاتزان الأعصاب والاستقرار النفسي والتمرين

<<  <  ج:
ص:  >  >>