فيه ابتسامة سرور، وقد يرق أسامة أحيانا، ويتخذ أوزانا مرقصة، وتحس ببعض نبضات الحياة في غزله كقوله:
قل لمن أوحش بالهجر ... جفوني من كراها
والذي أوهم عيني ... أن في النوم قذاها:
يا ملولا قلما استر ... عى عهوداً، فرعاها
يا ظلوما كلما استعطفته، صد وتاها
زدت في تيهك والشيء إذا زاد تناهى
تتقضى دولة الحسن، وإن طال مداها
راحتي لو سمع الشكوى إليه، ووعاها
غير أن الصم لا تسمع دعوى من دعاها
وهو لو نادى عظامي ... رمة لبى صداها
هذا، وكان أسامة عندما يبدأ غرضاً من أغراض شعره، يجعل روح غزله مناسبة لهذا الغرض، وأستمع إلى غزله في مفتتح قصيدة عتاب إذ يقول:
ولوا، فلما رجونا عدلهم ظلموا ... فليتهم حكموا فينا بما علموا
ما مر يوما بفكري ما يريبهم ... ولا سعت بي إلى ما ساءهم قدم
ولا أضعت لهم عهدا، ولا أطلعت ... على ودائعهم في صدري ألتهم
وعلى هذا النسق مضى، حتى قال:
وبعد، لو قيل لي: ماذا تحب، وما ... مناك من زينة الدنيا؟ لقلت: هم
هم مجال الكرى من مقلتي، ومن ... قلبي محال المنى، جاروا أو اجترموا
وهاك من غزله في قصيدة استعطاف:
أطاع ما قاله الواشي، وما هرفا ... فعاد ينكر منا كل ما عرفا
وعتاب أسامة فيه رقة ورفق بالغ، واستعطافه جدير أن يستل الضغائن من القلوب، تشعر فيه بحرارة العاطفة، وصدقها، يقول لأبن عمه يستعطفه:
هبني أتيت بجهل ما قذفت به ... فأين حلمك والفضل الذي عُرفا
ولا، ومن يعلم الأسرار، حلفة من ... يبر فيما أتى، إن قال، أو حلفا