ليت لي جرعة من خمر معتقة يحمل نكهة الربيع، ليت لي كأساً مترعة بل طافحة بخمر
الجنوب الحاد، أجرعها عل نغمات الأناشيد البروفنسالية والرقصات الرشيقة فأغادر العالم وأتلاشى منه لأطير معك وسط الغابة
نعم أريد أن أطير لأنسى بين أوراق الشجر تعب الدنيا وإزعاجها وأمراضها، تلك الدنيا التي لا يرى المرء فيها إلا أخاه يئن ويضجر، ويرى الرجال وهم شباب تذوي نضارتهم وتجف أجسادهم ويقضون نحبهم، ولا يمكن للمرء أن يفكر فيها وينعم النظر دون أن يعتريه الكدر والهم ثم اليأس والقنوط. فأبتعد أيها الطير إذا وسأطير معك من هذا العالم على أجنحة القصيدة)
وأخيراً أقتطف أبياتاً رائعة للشاعر اندرو مارفل (١٦٢١ - ١٦٧٨) من قصيدة له بعنوان خواطر في بستان وفيها يقول:
لشد ما يبهر الإنسان ويملؤه غروراً فوزه بعد جهود مضنية بإكليل من الغار أو غصن من
الجريد! وإذ ذاك يرى جهوده تتوج من فرع شجرة واحدة كأنها بظلها القصير تؤنبه على جهوده التي ضاعت سدى، بينما أرى الرجل الذي يلجأ إلى بستان يجد جميع الأشجار والأزهار تتهادى وتتكاتف لتعطيه ظلا وارفا
أيها الهدوء الجميل! لقد وجدتك هنا أخيراً كما وجدت معك أختك الطهارة، وطالما كنت
مخطئاً حين بحثت عنكما بين جموع الناس العاملين لأنكما أبيتما أن تعرسا في غير هذا المكان بين الأشجار والأزهار
وأني لأعيش حياة هنيئة في هذا البستان: لأن التفاح الناضج يتساقط على رأسي، وعناقيد العنب اللذيذة تهصر رحيقها الخمري على فمي لتستقبله شفتاي بنشوة زائدة، وحبات الخوخ والأجاص اليانع تصل إلى يدي دون عناء، وأراني أتعثر بالبطيخ وتعرقلني الأزهار أثناء سيري حتى أهوى على العشب النضير
إبراهيم سكيك
معلم أول اللغة الإنكليزية بمدرسة الإمام الشافعي الثانوية غزة