نصغي إلى الترتيل الروحاني في أعماق نفوسنا وهو يقول: ليس هناك سرور إلا في الهدوء والاستقرار) فلماذا نكد وحدنا ونحن تاج في غرة الزمان؟
وهذا الشاعر الروائي ماريو (١٥٦٤ - ١٥٩٣) يخاطب حبيبة له على لسان راع يغري فتاته بالمجيء لتعيش بجواره ويتمتعا معاً بالطبيعة وما فيها من مباهج فيقول:
تعالي نعش معاً في حب وغرام، فهنا نتمتع بما تعرضه لنا التلال والوديان والحقول
والجبال من مباهج ومفاتن.
هنا نجلس على الصخور ونرقب عن كثب الرعاة وهم يرعون قطعانهم إلى جانب
الأنهار التي ينسجم خرير مائها مع تغريد الطيور
هنا اعمل لك فراشاً من الورد وآلافا من باقات الزهر ذات الروائح العطرية وقلنسوة من
الأزهار وعباءة مزدانة بأوراق الريحان وجلباباً من أجود أنواع الصوف الذي نأخذه من خيرة أغنامنا. وخفاً مخطط الألوان يقي قدميك الجميلتين برد الشتاء ومشابكه من الذهب الخالص وزناراً من القش مزداناً ببراعم الأزهار له مشبك من المرجان وأزرار من الكهرمان فتعالي إلي نعش معاً في حب وغرام.
ولنقتبس الآن أبياتاً من قصيدة رائعة كتبها الشاعر الذائع الصيت اللورد بايرون (١٧٨٨ - ١٨٢٤) بعنوان ما أحيلي وفيها يقول:
لشد ما تبتهج نفسك عندما تسمع غناء الملاح وصوت مجدافه وهو يمخر في جندوله
عباب البحر الأدرياتي، ذلك الصوت الرقيق الذي تزداد عذوبته كلما أبتعد عن الأنظار، ولشد ما يثلج صدرك عندما نصغي إلى الريح وهي تعصف في الليل زاحفة من شجرة إلى أخرى، وعندما تلقي ببصرك إلى قوس قزح وطرف منه في أفق المحيط وآخر في عنان السماء!
وليس ثمة أسر من نهوضك مبكراً على أغاريد القنبر، ومن نومك على أنغام خرير المياه واستيقاظك على أزيز النحل وصياح الصبية! وما أبهج فرارنا من مرح المدينة الصاخب إلى هناء الريف الهادئ!
ثم إليك نبذة من قصيدة شاعر الشباب كيتس (١٧٩٥ - ١٨٢١) وهو يناجي بلبلا يغرد فيقول: