للمصنفات والأعلام، وعلى هدى تلك الفهارس يستطيع أن يطلع على القديم والجديد إطلاع الدارس والمتذوق والناقد إذا أراد. . والأمر بعد هذا كله متوقف على جهده الشخصي ومدى قدرته على التفرغ والمثابرة واحتمال المشقات إن للأدباء المحدثين دراسات وافية للأدب العربي في عصوره المختلفة وخصائصه المتميزة، فعليه أن يرجع إلى هذه الدراسات التي تعينه على فهم هذا الأدب وتذوقه عن طريق المقارنة بين الدراسة والنص، أو بين النقد والمثال.
أما عن رغبته في التثقيف العام الذي يأخذ من كل شيء بمقدار، فإن الطريق ممهد إذا ما حقق هذا الذي قلناه بالنسبة إلى الشق الأول من السؤال. . . ثم إذا تهيأ له أن يتقن لغة غير لغته ليستعين بها على النظر في شتى الآداب الأجنبية وآثار الفكر الغربي الحديث. ولن يكون المثقف مثقفاً بأوسع معاني الكلمة إلا إذا قرأ في كل شيء وحلق في كل أفق وطرق كل باب من الأبواب. . . نعني أن الأدب وحده ليس هو المجال الذي يقتصر عليه طالبوا الثقافة ليصبحوا مثقفين، ولكن المجال يجب أن يتعداه إلى ألوان أخرى من العلوم والفنون!
مذهب جديد في نقد الشعر:
قارئ من قراء الرسالة لم يشأ أن يذكر اسمه ولا اسم الشاعر الذي بعث إلينا ببعض شعره، ولكنه يقول لنا في رسالته:
لقد خرجت من دراستكم لشعر الأستاذ علي محمود طه رحمه الله، بأن هناك مذهباً في نقد الشعر هو مذهب (الأداء النفسي) الذي تنادون به ولا تعترفون بمذهب سواه. . . ولقد حاولت من جهتي أن أطبق مذهبكم هذا على شعر أستاذ من شعرائنا. الأحياء فخانني التوفيق، وحسبي أن أقدم إليكم نموذجاً من هذا الشعر لتروا فيه رأيكم عما إذا كان يستقيم ومذهبكم في نقد الشعرأملا يستقيم. . . قال شاعرنا مخاطباً صاحبته مشيراً إلى هذا الكون الذي يحيط بهما ويعيشان فيه:
حسبنا منه سماء لمعت ... فوق رأسينا بنور كوكبي
حسبنا منه وساد خشن ... تحت رأسينا وكوخ خشبي؟
هذه هي الرسالة الطريفة التي بعث بها إلينا الأديب المجهول. وردنا عليه هو أن هذا