في مدرسة أخرى هي مدرسة الحياة. . . فهل تقبلون أن تكونوا أنتم الأستاذ المشرف على ما يبتغيه تلميذكم المخلص من وسائل التوجيه والإرشاد؟ إنني أريد أن أدرس الأدب العربي دراسة وافيه، وكذلك أريد أن أتجه إلى التثقيف العام الذي يأخذ من كل شيء بمقدار. . . فأي الكتب أقرأ، وعلى أي منهج أسير؟ ودمتم عوناً للأدب ونصيراً للأدباء.
(شندى السودان)
عطيه حسن
بمصلحة البريد والبرق
من حق الأديب السوداني الفاضل علينا أن نحيي فيه هذه الروح الطيبة، روح الجهاد الذي يريد أن يشق طريقه ولو امتلأ الطريق بالأشواك، وروح التضحية في سبيل الأهل حين لا يكون هناك مفر من تحول التضحيات. . . إن الجهد الذي يبذل في سبيل المجموع خير عند الله وأبقى من الجهد الذي يبذل في سبيل فرد من الأفراد!
وإذا كان الفقر قد حال بين الأديب المجاهد وبين التعليم فإنه لن يحول بينه وبين التثقيف، ذلك لأن العلم يطلب في المدرسة وخارج المدرسة، ولن يستطيع أحد أن يقول بأن المدارس هي التي تخرج الأدباء وتصنع المثقفين. . . إن الفضل في تخريج هؤلاء وأولئك يرجع إلى المواهب الذاتية والجهود الفردية، هناك في مدرسة الحياة حيث يجد كل إنسان بغيته من ثمار الآداب والفنون وهل هناك ما يصقل العقول ويلهم النفوس أكثر من مصاحبة العلم في الكتب وممارسة التجارب في الحياة؟ بهذه وتلك يخلق الأديب ويوجد المفكر ويولد الفنان. . . وما أكثر الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم حين حرموا المرشد وفقدوا الموجه وحيل بينهم وبين إشراف المدرس ورقابة الأستاذ!
بعد هذا يريد الأديب الفاضل أن يدرس الأدب العربي دراسة وافية، ثم يطلب إلينا أن ندله على الكتب التي يقرؤها ليظفر بما يريد. . . الحق أن هذا مطلب عسير التحقيق، لأننا محتاجون إلى أن نصدر عدداً خاصاً من (الرسالة) يتسع لهذا العدد الضخم من أسماء الكتب وأصحاب الكتب من القدامى والمحدثين!! هناك طريق واحد يجب أن يسلك، وهو أن يقصد الأديب صاحب السؤال إلى دور الكتب العامة حيث تكون بين يديه شتى الفهارس