والسكون؟ وعلى من تقع المسئولية في هذا. . هل تقع على الشباب أم على القادة؟ ومن المسئول عن تحطيم المثل والقيم العالية في هذه البلاد، هل هم الشباب أم القادة والزعماء؟
لقد اشتهر الشرق واشتهرت مصر منذ أقدم عصورها بأنها بلاد القيم الروحية، فأين ضاعت هذه القيم، ومن المسئول عن ضياعها؟)
هذه فقرات مقتطفة من مقال (الأهرام)، فيها تحليل صادق لقلق الشباب وتصوير ناطق بحيرتهم، ومقارنة عادلة وغير عادلة بين جيلين: جيل الأمس القريب وجيل الحاضر المشهود. . . والحق أن الصحيفة الكبرى لم تعد الواقع في كل ما نعتت به هذا الجيل من انحراف عن طريق المثل، وتنكر لمعاني القيم، وتنصل من تحمل التبعات والتضحيات!
ترى من يجادل في هذا كله والشباب يندفعون أمام أعيننا مع تيار المادة، وينغمسون في أعماق الشهوة، ويعيشون لأنفسهم لا للغير، وينظرون إلى الحاضر وليس للمستقبل في تقديرهم حساب؟ أين شعلة الإيمان بالنفس والإيثار للتضحية والأمل في الجهاد. . . من أطفأها في عقولهم وأخمدها في قلوبهم وتركهم يتخبطون في مجاهل الظلام؟ هذا الجيل الذي أحاطت به العواصف فزلزت عقيدته في كل ما هو سام وجميل، كيف اضمحلت قوته فلم يصمد، وانهارت عزيمته فلم يقاوم، واضطربت موازينه ففقد القدرة على الحكم الصائب والنظر الثاقب والتمييز بين ما هو ضار ومفيد؟!
من المسئول عن هذا كما يقول (الأهرام)؟. . . من المسئول عن تحطيم المثل الرفيعة والقيم العالية في هذه البلاد؟ هل هم الشباب أم القادة؟ سؤال ينتظر الجواب، ومع ذلك فالجواب ماثل للخواطر مثول السؤال نفسه، متكشف للإفهام تكشف المشكلة بكل ما يكتنفها من شتى المظاهر والأوضاع! لقد قارنت (الأهرام) بين جيلين وخرجت من المقارنة بتفضيل أحدهما على الآخر: من هذه الزاوية ننظر وعند هذه المرحلة من مراحل المشكلة نقف، لنبحث عن المسئول. أي الجيلين يشرف على صاحبه، وبوجهه، ويرشده إلى الطريق القويم؟ أي الجيلين يمسك بعضا القيادة، ويقبض على دفة الأمور، ويحمل المشعل ليبدد ما تراكم في جوانب النفوس من ظلمات؟ جيل الأمس القريب بلا جدال. . . الجيل الذي تخلى عن تأدية الواجب وتنحى عن تبليغ الرسالة، وأنصرف عن مهمة الأشراف والتوجيه!