وكان هذا اللون الإرهابي الجديد كرد فعل طبيعي للوحشية السابقة. فأقلق ذلك لجنة الإنقاذ العام. وأتاح لها فرصة اتخاذ سياسة المقاومة في سبيل الجمهورية. فوقفت (ضد ستورد السنة الثالثة) الذي قصد به بطلان دستور سنة ١٧٩٣ ذلك الدستور الذي وضعته للجمهورية لجنة الأمن العام؛ ولكنهم لم يعملوا به بل أوقفوه وقفاً تاماً واكتفوا بنظام الإرهاب وما تبعه من قوانين
ومع ذلك انهارت آمال الملكيين الذين توسلوا إلى استرجاعها بالعنف، وبالإعلانات ينشرونها في الشوارع: أيها الشعب الفرنسي أسترجع دينك ومليكك تظفر بالسلام والخبز
وفي ٥ أكتوبر سنة ١٧٩٥ تحرك الجيش وقوامه عشرون ألفاً وفي الغد كان نابليون بونابرت - ذلك القائد الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين - قد أستدعي ليكون حاكم باريس، فعاد الأمن إلى نصابه. ولم تغرب شمس يوم ٢٦ أكتوبر حتى أعلنت لجنة الأمن العام أنتهاء أعمالها، بينما كان الهتاف يشق عنان السماء (لتحي الجمهورية)