يثق في تزايد شهرته منذ ذلك اليوم الذي حطم فيه نظاماً بغيظاً عند الشعب كله، وهو الملكية
ومنذ ٨ يونيو، وهو يوم عيد الكائن الأسمى نكست من طراز أعلام الإرهاب والارهابيين، ومع ذلك فإن أنصار روبسبيبر كانوا يعدونه محمد بني الإسلام وكرمويل لأن الفضيلة التي أرادها لفرنسا قد ضمنت (دين الدولة الرسمي)
احتفلت فرنسا بأول عيد للكائن الأسمى سار موكبه من (قصر التوبليه) إلى (الشان دي مارس) وتصدره روبسبيير في ثوب أزرق سماوي، وأمسك بباقة من الزهور والسنابل وأحد القساوسة ينشد، والجوقة تردد دعاءه (يا رب العالمين يا من وسعت كل شيء علماً) وأشعل روبسبيير النار في صنم الكفار.
وابتليت فرنسا بطراز عنيف من الإرهاب سمي الإرهاب الأكبر أستمر سبعة وأربعين يوماً انتهى بسقوط روبسبيير في ٧ يوليو؛ وقد أحصيت فيه تحت المقصلة ١٣٧٦ رأساً منهما (لاقوازبيه) الذي طلب مهلة حتى يتم إحدى تجاريبه العلمية فأجابه القاضي (ليست الجمهورية بحاجة إلى كيميائيين).
واقتيد المتهمون من غير تحقيق أو تثبيت من شخصياتهم حتى لقد كان الفتى يشنق باسم الكهل. وكانت الرءوس تتساقط كالحجارة كما يقول (فوكيه تانفيل) وبانتصار فرنسا على بلجيكا أعلن زوال الخطر الخارجي مما زاد في كراهية الشعب للارهاب، خصوصاً منذ نودي على روبسبير في ساحة المحكمة (فليسقط الطاغية) الذي لم يستطع حيله في الدفاع عن نفسه بعد أن قيل له في وجهه (إنك كرمويل الجديد) وعبثاً حاول أن يبرر أعماله ويضفي على نفسه لقب (عبد الحرية) و (الضحية الحية للجمهورية)
وأستمر الإرهاب عشرة أشهر انتهى بعدها يوم أطاحت المقصلة برأس روبسبيير الذي أجج النيران الحامية وكأنما كان صوت الشعب ينادي:(يا مضرمي النار أصبحتم لها حطباً)
ومن ثم بطل قانون المشبوهين وقانون التسعير الجبري وغيرهما من القوانين، وقام الحزب الملكي الجديد، وأخذ الإرهاب لو جدنا يداً إذ حل الإرهاب الأبيض محل الإرهاب الأحمر الذي ذهب بالدم القاني وأمتزج بماء الأنهار والبحيرات