وأختلس من يهواه:
سقيا لشهر الصوم من شهر ... عندي له ما شاء من شكر
كم من عزيز فيه فزنا به ... أنهضه الليل من الوكر
ومن إمام كان لي وصله ... غلى كحيل العين بالسحر
لو كان يدري بالذي خلفه ... أعجله ذاك عن الوثر
وخلة زارتك مشتاقة ... في ليلة القدر على قدر
فأنصرف الناس بما أملوا ... وبؤت بالآثام والوزر
وأنشد المبرد للحارثي:
شهر الصيام وإن عظمت حرمته ... شهر طويل بطئ السير والحركة
يمشي الهوينا إذا ما رام فرقتنا ... كأنه بطة تنجر في شبكه
لا يستقر فأما حين يطلبنا ... فلا سليك يدانيه ولا سلكه
كأنه طالب ثأراً على فرس ... أجد في إثر مطلوب على رمكه
يا صدق من قال أيام مباركة ... إن كان يكنى عن أسم الطول بالبركة
وسليك وسلكة من عدائي العرب المتهورين والرمكة الفرس فالحارثي هذا يشكو ثقل رمضان وبطء سيره لأنه يكرهه وأعاب آخر على الناس ما يبدون من الرغبة وانقضاء رمضان وتصرمه وفي مروره بعجل التعجل بانتقاص أيام عمرهم
مضى رمضان محموداً ووافى ... علينا الفطر بقدمه السرور
وفي مر الشهور لنا فناء ... ونحن نحب لن ثفنى الشهور
وقد قال في نفس المعنى الشاعر الآخر
يسر المرء ما ذهب الليالي ... وكان ذهابهن له ذهاب
وعسانا أطلنا الحديث وشغلنا قراء (الرسالة) الغراء بالتحدث عن رمضان الذي شغل الأدباء والشعراء طوال العصور الإسلامية ولقد بقيت في نفوسنا بقية من الحديث عن رمضان ترجلا إلى العام المقبل فإلى الملتقى
بغداد
ضياء الدخيلي